الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل العلاقات العاطفية عصيان للرب وعقوق للوالدين؟

السؤال

السلام عليكم.

لا أريد أن أطيل عليكم، أنا بنت ـ الحمد لله ـ ملتزمة وعلاقتي بربي جيدة، وسأدخل في الموضوع مباشرة: منذ فترة قريبة ارتبطت بشابِ وهو يريد التقدم لي لكن ظروفه لا تساعده حاليا، فهل ارتباطي بهذا الشاب من وراء أهلي يعتبر عقوقا؟

أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الحائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ننصحك بإيقاف هذه العلاقة حتى يطرق الشاب بابكم، وأرجو أن يعجل بذلك مع ضرورة أن تكتما ما حصل عن الجميع بعد أن تستغفرا ربنا السميع، ومرحباً بك في موقعك، وكم نحن سعداء باستشارتك.

وأنت عندنا في مقام البنت الكريمة والأخت العزيزة، ونحن لا نرضى ما حصل لبناتنا وأخواتنا، وإذا كان في الشاب خير وحرص فعليه أن يرسل أهله ليكلموا أهلك، وكوني واثقة أن رفضك للاستمرار في علاقات الخفاء يرفع قيمتك عند الشاب ويجلب لك قبل ذلك رضوان الكريم الوهاب، فعجلي بالتوبة، واعلمي أنك غالية، وأن الإسلام أرادك مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، ونحن لا نريد أن نظلم الشاب، ولكننا نؤكد أن ما حصل خطأ، والمشكلة في الاستمرار في الخطأ.

واعلمي أن الله سبحانه يستر على الإنسان، فإذا لبس للمعاصي لبوسها وبارز العظيم بالمخالفات هتكه وفضحه وخذله، فاحمدي الله الذي ستر عليكما، واجعلا شكركما لله توبة ورجوعا إلى الصواب.

ولا شك أن الاستمرار في الخطأ إجرام في حق نفسك وعقوق لأهلك، وهو قبل ذلك مخالفة لشريعة ربك، وأنت -ولله الحمد- ملتزمة، فأكملي التزامك بالتوقف عن التعامل مع ذلك الشاب، وقدمي عقلك على العاطفة ولا تفعلي شيئاً إلا بعلم أهلك وموافقتهم.

وأكرر لك شكري على هذا السؤال الذي يدل على خير كبير في نفسك، فاجتهدي في تنمية عناصر الخير في نفسك، واعلمي أن الإثم هو ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واقتربي من أهلك واعلمي أنهم أحرص الناس على مصلحتك.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً