الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إقامة العلاقة عبر النت وإمكانية الزواج مع فارق السن

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 29 عاماً، تعرفت على شاب عبر الإنترنت أصغر مني بأربع سنوات، إلا أننا نتفق في صفات كثيرة، كلانا يشعر بالراحة عندما نتبادل الحديث.

يعجبني فيه أسلوب تفكيره وعقله الذي يسبق سنه، وأنه شاب ملتزم، عرض علي الزواج ولكني رفضت لفارق السن، أشعر دائماً أنني أحتاج إليه بشدة، اتفقنا أن نكون إخوة، أنا في حيرة من أمري، هل أنا مخطئة؟ أنا لا أريد أن ارتكب خطأ أو أسبب أي أذى لأحد، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -جل وعلا- أن يكرمك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعته، ويكون مناسباً لك ولظروفك.

بخصوص ما ورد برسالتك، فمما لا شك فيه أن الزواج أمنية كل فتاة مسلمة عفيفة تتقي الله، ولا تقيم أي علاقة غير شرعية، وأنت كغيرك من الفتيات المسلمات من حقك أن تختاري الشخص المناسب لك، والذي تشعرين معه بالأمن والأمان والتفاهم، ومراعاة ظروفك، وعدم جرح مشاعرك.

لا أخفي عليك أن معرفة النت لا تحقق من هذا إلا القليل النادر؛ ولذلك ثبت فشل زواج النت بنسبة تزيد عن 80% تقريباً؛ لأنه لا ينقل الحقيقة بأمانة وصدق؛ ولذلك لا يكفي وحده في الحكم على مدى صلاحية كل طرف للآخر؛ لأن الكلام عادة ما يكون محفوفاً بالتجمل والمجاملة، والمشاعر الفياضة؛ لأنه كلام في كلام، وقد تكون الحقيقة خلاف ذلك تماماً، خاصة المواصفات الجسدية التي لا يكفي فيها الوصف الكلامي، أو حتى مشاهدة الصورة لو أمكن ذلك؛ لذلك لا ينبغي أبداً أن نعتمد على النت وحده في اختيار شريك الحياة، وإنما لا بد من البحث والتحري، ومعرفة عنوان ومحل إقامة كل طرف، والسؤال عنه في المنطقة التي يقيم بها، كإمام المسجد المجاور لمنزله، وهل هو من أهل صلاة الجماعة أم لا؟ وسؤال بعض أصدقائه وأقاربه وجيرانه، كذلك سؤال زملائه في العمل والدراسة، والسؤال عن أصله وفصله، ومستواه الاجتماعي، وهل هناك تكافؤ أم لا؟ لأن هذه كلها أمور مهمة جداً في استقرار الأسرة وسعادتها.

لا تغفلي هذا الجانب مطلقاً، ولعلك تلاحظين أنني لم أتكلم معك عن حكم إقامة مثل هذه العلاقة عن طريق النت، وبلا شك فهي غير جائزة شرعا؛ لأن الإسلام لا يقر أي علاقة خارج نطاق الأسرة الشرعية، وما سوى ذلك فمحرم لا يجوز، فاستغفري الله لذلك، وتوبي إليه عسى الله أن يغفر لك وييسر أمرك.

أما فارق السن فلا أراه مشكلة، خاصة إذا كان الشاب على علم بذلك، ولديه الاستعداد هو وأهله لقبوله، خاصة وأن الفارق ليس كبيراً.

مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد، والسعادة في الدنيا والآخرة.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً