الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسائل التي تدفع الإنسان إلى التحصيل الجيد في المجالات العلمية كافة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشتركت في أحد المعاهد الدينية بسبب رغبتي في حفظ القرآن تفسيراً وتجويداً، وكنت أقرأ كتاب تفسير في البيت قبل دخولي المعهد، وقبل معرفتي بالمعهد كنت أحفظ في البيت وأحاول إكمال جزء عم حفظاً وتفسيراً، ولكن عند دخولي للمعهد أصبحت لا أستطيع الحفظ أو التركيز، وأصبحت أنفر من القرآن وأشعر أنني ضائعة، لأنهم علمونا أشياء كثيرة في المعهد، ولا أعلم من أين أبدأ .. هل أبدأ باللغة العربية التي لا أفقه من قواعدها شيئاً، أم أبدأ بالأحكام التي أحفظها ولا أنجح في تطبيقها، أم أبدأ بالحفظ.

عند ذهابي للمعهد ورؤية البنات الممتازات أقول في نفسي سأذهب البيت وأحفظ وأراجع، ولكن عند رجوعي إلى البيت أكره كل شيء يتعلق بالدراسة، وأصبح لا أريدها، وهذا السبب هو الذي تسبب في خروجي من الجامعة قبل المعهد.

أريد أن أكمل طريقي الذي سلكته، ولا أريد أن أفشل مرة أخرى، فكيف أُجبر نفسي على الالتزام بالدراسة؟ وكيف ومن أين أبدأ تعلم القرآن تفسيراً وحفظاً ممتازاً؟ وما هي الطريقة للبداية في تعلم القواعد العربية؟ وهل يوجد كتاب مخصص لقواعد اللغة العربية تنصحوني به؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن وصولك للجامعة دليل على قدرتك على الفهم والاستيعاب، فتوجهي إلى ربك الوهاب واسأليه التوفيق للصواب، وابحثي عن صديقات صالحات يكنّ عوناً لك على طلب العلم.

لا شك أن فكرة الاشتراك في معهد فكرة طيبة لأن مناهج المعاهد وضعت بطريقة علمية وأشرف عليها مختصون، ولكنك محتاجة لمجهود ذاتي، وإذا لم تتمكني فيمكنك أن تلجئي لبعض مراكز التحفيظ ولو في بعض الأيام، واعلمي أن المجهود الذي يبذل في المنزل هو الأساس في تحقيق التفوق، وليس هناك داع للانزعاج فإن العلم يحتاج إلى صبر ويحتاج إلى اجتهاد بعد توفيق رب العباد.

أحسب أنك محتاجة لتنظيم جدول للمذاكرة، وقد تستفيدين من سماع الآيات والسور من المسجل، وسوف تستفيدين إذا عودت نفسك المذاكرة بالورقة والقلم لأن في ذلك إشراك لأكثر من حاسة في مسألة التعليم.

لا يخفى على أمثالك أن العلم يحتاج إلى صبر ومثابرة، فلا تتعجلي ولا تيأسي، واحرصي على أذكار الصباح والمساء وكرري قراءة المعوذات وآية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، وإذا شعرت بالضيق فعليك بذكر الله، وإذا شعرت بالغم والهم والحزن وكان لا يعرف له سبب فرددي دعوة نبي الله يونس عليه السلام: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).

أرجو أن يحملك حفظ البنات على مزيد من الاجتهاد، واعلمي أن لكل مجتهد نصيب، وقد اعترفت بأن وقتك يضيع فحافظي على وقتك واعلمي أن العمر غال ونفيس، واقتربي من مدرستك واطلبي مساعدتها وتوجيهاتها.

هذه وصيتي لك بتقوى الله، فإنها مفتاح لكل خير وقد وعد الله أهلها بتيسير أمورهم فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3]، وقال سبحانه: ((وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ))[البقرة:282]، وقال سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا))[الأنفال:29].

نسأل الله أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وتذكري ثمرة العلم، ورددي بلسان أهل الإيمان (رب زدني علماً).
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً