الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض الأهل للخاطب لعلاقته العاطفية مع الفتاة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرفت على شاب منذ أربع سنوات عن طريق الهاتف، وفي البداية رفضته وجاهدت نفسي حتى لا أنجرف، فغيرت رقم هاتفي، ولكن شاء الله بأن أجتمع به مرة أخرى، وقد أحبني بجنون وطلبني للزواج، وهو أصغر مني بست سنوات، وقد ترددت في قبول الزواج به لفارق السن ولكنه دائماً يقول لي بأن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من خديجة رضي الله عنها وهو أصغر منها سنا.

وقد رفضه أهلي بعدما عرفوا علاقتي به، وكنت دائماً أحثه على الالتزام بصلاته وبر والديه، وخصوصاً والدته، وذلك لعلمي بحبه الشديد لها، وقد كان هذا من أسباب إعجابي به، كما أني بفضل الله استطعت أن أجعله يترك التدخين، ولكن حدثت مشاكل كثيرة بيني وبينه بسبب رفض أهلي الغير مبرر، وذلك لمجرد أنه هاتفني قبل أن يتقدم لخطبتي.

وقد ابتعد عني الآن رغم حبه الشديد لي، ورجع للتدخين مرة أخرى ورافق أصحاب السوء، وهم دائماً يحثونه على كرهي والبعد عني والتعرف على فتيات والخروج معهم وفعل الكثير من المحرمات، وأريد أن أساعده لكي يبتعد عن هذا الطريق ويترك رفقاء السوء، وأريد أن أثبت لأهلي بأنني إنسانة صالحة، ولا أريد سوى السكن والرحمة مع من اختاره الله ليكون في قلبي وعقلي، وأريد أن أثبت له بأني لست كما يصفني رفاقه وأن الزواج هو أعظم رسالة في هذه الدنيا وأني أريد أن أكون له بإذن الله الزوجة والحبيبة والأخت والصديقة والأم وأم أبنائه مقتدية بأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن أجمعين، فما نصيحتكم؟!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الماسه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فرغم تقديرنا لمشاعرك إلا أننا ندعوك للاقتراب من أهلك والابتعاد عن هذا الشاب الذي اختار طريق رفقة السوء والدخان، ولن تستفيدي من شاب يحركه أصدقاء السوء كما يريدون.

ولا شك أننا لا نوافق أهلك على رفضهم للشاب قبل التأكد من صلاحه أو من مشاعرك تجاهه، كما أننا نرفض بشدة تكوين علاقة في الخفاء، ونؤكد لبناتنا أنهن الخاسر الأول والأخير، لأنها تفقد ثقة أهلها وثقة زوجها؛ لأن الشيطان يقول له: ربما كانت تتصل بغيرك، وقد جاءت أخبار تجارب مُرة سمعت فيها الفتيات بعد الزواج الشتائم، فمنهم من يقول: أنت غير عفيفة، ومنهم يقول: أنت كنت تجرين خلفي، وأنا تزوجتك لأستر عليك فقط، وليت فتياتنا يدركن أن الإسلام أكرم المسلمة فجعلها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة.

وإذا كان أهلك لم يوافقوا عليه قبل أن يرافق الأشرار فكيف يوافقون الآن والحال كما ذكرت؟! ولا شك أن عودة الشاب وتوبته من الأمور المهمة التي نسأل الله أن يعينه عليها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة شغل نفسك بطاعة الله وذكره وننصحك بالاقتراب من أسرتك حتى تستعيدي ثقتهم فيك، ونسأل الله أن يوفقك ويقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً