الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موهبة الكتابة ومشروعية الاستفادة من كتب الآخرين، كيف أنمي ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-.

أنا فتاة عمري (17) سنة، -ولله الحمد- أنه وهبني موهبة الكتابة، فأنا والقلم جسم واحد.

اكتشفت هذه الموهبة وعمري (13) سنة، وكنت آنذاك أكتب قصصاً للأطفال تغمرها المغامرات، والأمور الساحرة العجيبة، ومع انطواء الزمن تقدم العمر حتى وجدت نفسي أكتب في القصص الغرامية، ومغامرات الشباب، وأنا في (15) من العمر إلى الآن، ولكن حين أدركت أن ذلك غير جائز توقفت عن كتابة القصص، ولكن الكتابة تسري في دمي، فكنت مجبورة على إيجاد حل لتوظيف هذه الموهبة بالشكل الصحيح، ولم أجد إلا كتابة الكتب الإسلامية، وخاصة أن ذلك ينطبق مع كوني أريد أن أدرس علوم الشريعة، وأن أنهي دراستي لأكون داعية إسلامية -إن شاء الله-.

ولكن المشكلة هذه المرة هي المعلومات الصحيحة والأسلوب الصحيح في الكتابة للأدب الأصيل، فوجدت صعوبات كبيرة خاصة أنني كنت أكتب فقط عن الغرام والخيال، فالانتقال فجأة صعب، ولكن لا عتب على الله، فتوكلت عليه -والحمد لله-، وجمعت كتباً كثيرة بمواضيع مختلفة عن أمور الدين، وذهبت لمواقع إسلامية كثيرة لجمع المعلومات، والآن وقد تحصلت على المعلومات ما كان علي إلا أن أطلع عليها وأفهمها حتى أعلم ما كنت أكتب، فجمعتها تحت موضوعات مختلفة في كتب مختلفة مستخدمة تارة أسلوبي وعباراتي وأيضاً مقدمتي وخاتمتي. ولكن المشكل أنني قلقة في كوني أستعمل أسلوب ومعلومات غيري لإنشاء كتاب خاص بي وتحت اسمي.

أنا خائفة أن أكون قد تجرأت على معصية كسرقة للأفكار أو الأساليب، وهل يجوز أن أطبعها وأنشرها تحت اسمي؟

بصراحة لا أدري ماذا أفكر، ولا ماذا أعمل؟ فأرجو أن تفيدوني في الأمر.

وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضل/ فرزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الاستفادة من كتابة الآخرين وأفكارهم مشروعة، ومن الأمانة: الإعلان عن مصادر المعلومات، وهذا فيه نسبة للفضل لأهله، ومعلوم أن هناك مناهج للبحث والكتابة، ومن المفيد أن تظهر شخصية الكاتبة من خلال اختصار ما كتبه الآخرون، أو شرح ما كان غامضاً، أو بإضافة أفكار جديدة، أو بجمع ما كان متفرقاً في كتب كثيرة.

ونحن ننصحك بالاستفادة من الآخرين، مع ضرورة وضع بصماتك الخاصة، ولو كان ذلك من خلال الانتقاء من الأقوال، وهذا لا بأس به في حق هذه المرحلة، وبإمكانك مستقبلاً توسيع دائرة الإبداعات الخاصة بك، ولا يخفى عليك أن كل كاتب أو مؤلف يستفيد من كلام الآخرين ومؤلفاتهم.

ونحن نعتقد أن قيامك بكتابة المقدمة والخاتمة مع بعض اللمسات والاختصارات، والدمج بين الأقوال كافٍ في هذه المرحلة، وسوف تزداد مواهبك نضوجاً ووضوحاً يوماً بعد يوم، ولا مانع من الاستفادة من القصص القرآنية وصحيح القصص النبوي في تنمية مواهبك.

وأرجو أن تستفيدي من أسلوب الشيخ/ عبد الرحمن رأفت الباشا الذي كتب عن الصحابة والتابعين، كما أرجو أن تستفيدي من أسلوب محمد حسن الحمصي صاحب كتاب (النحلة تسبح الله)، ومؤلفات السحباني، والشيخ علي الطنطاوي، وغيرهم من الفضلاء رحم الله الأموات منهم وبارك الله في الأحياء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بالحرص على حفظ القرآن والاستفادة من علوم الدين الإسلامي.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه فإنه الموفق لكل خير.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً