الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى صلاحية المعرفة عبر الإنترنت لتأسيس علاقة زوجية ناجحة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعرفت على شاب عن طريق الشات، وهو من بلد أخرى، وقد أحببنا بعضنا وقررنا أن نتزوج، ولكني أكبر منه بعشر سنوات، وهو لا يستطيع المجيء إلى بلدي؛ لأن السفر من بلده صعب، فهل أنتظره حتى يأتي أم أتزوج من غيره؟!

علماً أني أشعر أن لديه رجولة لم أرها عند غيره رغم صغر سنه، ويصعب علي أن أحب غيره، وأشعر بحيرة شديدة، فما نصيحتكم؟!

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hanane حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الخروج من حيرتك يكون بقطع هذه العلاقة والتوبة إلى الله، ومرحباً بك في موقعك مع آباء وإخوان يتمنون لك الخير والتوفيق والسعادة.

وأرجو أن تحتملي كلماتي إذا كان فيها شيء من القسوة فأنا في مقام الأب الشفيق الذي يضطر أحياناً إلى أن يقسو ويشتد ومع ذلك فإنه لا يتهم؛ لأنه أحرص الناس على سعادة ابنته ونجاحها ونجاتها.

ولا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن الإسلام لا يقبل بعلاقة لا تكون معلنة وواضحة وتحت سمع وبصر الأهل، ولا يرضى بعلاقة لا تنتهي بالزواج، وهذا من إعجاز هذا الدين، وكل مخالفة لشريعة الله ندفع ثمنها غالياً، قال تعالى: (( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))[النور:63]، ونحن لا ننصحك بانتظاره ولا ننصحك بالتواصل معه، ومرحباً به إذا جاء من الباب واستغفر الرحيم التواب.

وأرجو أن تعلمي أن الإنترنت لا يصلح لتأسيس علاقة زوجية ناجحة، كما أن الفارق في العادات والتقاليد له آثاره، وعندما يحصل اللقاء قد تتبدل النظرة ويتغير الوضع.

وأرجو أن تسألي نفسك هل أهله موافقون؟ وهل يمكن أن يأتي؟ وهل أجد في نفسي توافقا معه بعد رؤيته؟ وهل يقبل أهلي بذلك الزواج؟ وهل كلامه مطابق لأفعاله؟ وهل القوانين والأنظمة تسمح بمجيئه وزواجه؟ خاصة بعد أن قال لك السفر صعب، وهل يمكن أن لا يجد في أهله وبلده وجيرانه من يناسبه.

ولا يخفى عليك أن المسلمة تستخير وتستشير وتتوجه إلى ربها القدير، ولكننا لا ننصحك بالاعتماد على علاقات الإنترنت معه ولا مع غيره، ولا يمكن أن نظلمه ولا أن نظلم غيره، ولكننا نقول بأن الإنترنت لا يوثق به في الغالب في مسائل الزواج.

وهذه وصيتي لك ولكل فتاة مسلمة بضرورة أن تحافظ على وقارها وتحرص على أن تعيش في مجتمعات الصالحات وتكثر من سماع المحاضرات وسوف يأيتها ما قدره لها رب الأرض والسماوات.

ونرجو من كل فتاة تشعر بميل شاب إليها أن تطلب أن يطرق باب أهلها؛ لأن هذا هو أقصر طريق لمعرفة صدقه من كذبه، وأما الكلام الجميل والمجاملات فذلك فن يجيده حتى الذئاب في الشباب، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً