السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

منذ أن كنت طفلة صغيرة أصاب بصداع كلما شربت شربات أو أكلت أشياء فيها نسبة كبيرة من السكر، حيث يصيبني صداع رهيب وقشعريرة في الفم، فما سبب ذلك؟!

علماً بأنني غير مصابة بالسكري ولله الحمد.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ S حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهناك ارتباط وعلاقة بين الصداع والغذاء أو الحمية والغذاء الذي نتناوله، فإن مستوى سكر الدم من أكثر المشاكل المسببة للصداع، وتوجد بعض المؤشرات التي تؤكد أن مستوى تركيز السكر في الدم (انخفاض أو ارتفاع) له علاقة بحدوث الصداع أو الصداع النصفي.

ومعلوم أن مستويات السكر في الدم تتأرجح تبعاً لتناولنا للطعام والدواء، كما أن هناك هرمونات مسئولة عن تنظيم هذا المستوى كهرمون الأنسولين والجاليكوجين والأدرنالين.

وقد خلق الله سبحانه وتعالى جسم الإنسان وأعطاه القدرة على تنظيم مستويات ما نتناوله في طعامنا من سكر طبيعي، وبعض الأبحاث تؤكد أن أجسامنا لا تستطيع معادلة ما يتم تناوله من مواد سكرية مكررة (أي مصنعة بشكل بسيط مثل سكر المائدة - سكر الشاي -)، ورغم أن معظم السكريات سواء الطبيعية أو المكررة تنتهي وتتحول إلى جلوكوز في الدم إلا أن زيادة استهلاك السكر المكرر يعمل على رفع مستوى السكر في الدم، وبالتالي يعمل الجسم على مقاومة تلك الزيادة بإفراز كميات أكبر من الأنسولين، وهذا يؤدي إلى خفض وإنقاص مستوى السكر في الدم، وذلك عن طريق إدخال السكر (الجلوكوز) إلى الخلية، وهذه العملية تؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية في المخ مما يترتب عليها حدوث الصداع.

وقد لوحظ أنه في حالة انخفاض مستوى السكر في الدم بشكل كبير فإن المخ لا يستطيع تأدية عمله بشكل جيد عند نقصان الجلوكوز، ويتفاعل الجسم عن طريق زيادة كمية الدم المتدفق إلى المخ، وكذلك زيادة إفراز الهرمونات التي تعمل على حفظ الجلوكوز في مجرى الدم، وينتج عن ذلك ارتفاع في ضغط الدم والأوعية الدموية بالمخ، وهذا التغير في قُطر الأوعية الدموية وتدفق الدم هو السبب الأساسي في حدوث الصداع.

وفي مثل حالتك فإنه يُنصح بتحديد كمية الطعام المتناول والمحتوي على كمية كبيرة من السكر المكرر، وتحديد كمية الكافيين المتناول؛ لأنها تؤثر على مستوى سكر الدم.

والله الموفق.