الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج السلوكي للوساوس القهرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أما بعد:

أنا شاب عمري 18 عاماً أعاني من الوسواس القهري من سنتين تقريباً، ولقد أخذت دواء فافرين وبروزاك ورسبيردال من 8 أشهر تقريباً وشعرت بتحسن وتركت الدواء، وسؤالي هو: أريد أن أن آخذ الدواء مرة أخرى؛ فهل آخذ نفس الجرعة وحبة أم حبتين من فافرين؟ وللعلم أنني كنت آخد فافرين حبتين يومياً 100 ملغم حبة في الصباح مع بروزاك وحبة في المساء مع رسبيردال شراب لأن حبوب رسبيردال تصيبني بالنعاس وأنا عليَّ مدرسة فما الحل؟

أجيبوني عن سؤالي، وهل إذا عدت للدواء أستخدمه بنفس الجرعة أم أقل؟

أفيدوني في أقرب وقت ممكن لأن الامتحانات على الأبواب، وللعلم أني أغيب عن المدرسة كثيراً جداً مع أنني أتضايق جداً ولكن لا أستطيع التغلب على ذلك، فالوسواس القهري دمر حياتي دماراً كاملاً .

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لم توضح نوع الوساوس التي تُعاني منها فالوساوس قد تكون أفكاراً أو أفعالاً أو تكون خيالات أو تكون طقوس أو تكون مخاوف وهكذا.

عموماً قبل أن تشرع في موضوع العلاج الدوائي لا بد أن تركز على العلاج السلوكي؛ لأن الوساوس خاصة إذا كانت أفعالاً أو طقوساً فإنك سوف تستجيب بصورة جيدة جداً للعلاج السلوكي.

العلاج السلوكي يتكون من أن يحلل الإنسان الوساوس التي يعاني منها ثم يحاول أن يحقرها كفكرة ولابد أن يركز على سخفها وأن يقاومها ولا يتبعها مطلقاً، وعدم اتباع الوساوس يؤدي إلى الشعور بالقلق في بداية الأمر ربما يزداد هذا القلق قليلاً ولكن الإصرار على مقاومتها وتحقيرها وعدم تنفيذها واستبدالها بفكرة أو فعل مضاد سوف يقلل من القلق وسوف تنتهي الوساوس.

الشيء الآخر -أيها الابن الكريم- أنت في سن صغير وفي بداية الشباب وهذا وقت عظيم في حياة الإنسان وهنالك طاقات نفسية ووجدانية وجسدية أرجو أن تسخرها للاستفادة منها، وعليك بالتركيز على الدراسة، وأنت ذكرت أنك تغيب عن المدرسة فلماذا؟ فلا بد يا أخي أن تعرف قيمة العلم وقيمة الدراسة ولا بد أن تكون متميزاً وعليك برفقة الصالحين والجادين من الطلاب، وإن شاء الله سوف تجد منهم الاستعانة الكثيرة.

بالنسبة للعلاج الدوائي، كل الأدوية التي ذكرتها أدوية مفيدة وجيدة ولكن الأدوية تتطلب الاستمرارية.

الفافرين تُشير الدراسات إلى أنه من الأفضل لعلاج الوساوس القهرية كما أن البروزاك دواء جيد، والذي أنصحك به أن تتناول كبسولة واحدة من البروزاك صباحاً لأن البروزاك يزيد من الفعالية الجسدية ولا يؤدي إلى نوع من النعاس أو الشعور بالتعب أو الاسترخاء وتناول 100 ملم من الفافرين ليلاً قبل النوم هذه الجرعة تُعتبر جرعة وسطية وجرعة جيدة، وهي تتطلب الاستمرارية بجانب التطبيق السلوكي، ويا حبذا لو استعنت بالأخصائي النفسي بالمدرسة أو أحد الأخصائيين وليس طبيباً نفسياً لكي يتدارس معك هذه الوساوس ويبدأ مع واحدة تلو الأخرى ليرشدك كيفية التخلص منها من الناحية السلوكية.

لا داعي لتناول الرسبيردال بما أنه سبب لك النعاس، واستمر على هذه الأدوية التي ذكرتها لك وهي البروزاك والفافرين.

وأسأل الله تعالى لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً