الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير زيادة الإنزيمات على الكبد

السؤال

عزيزي الطبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سني 40 عاماً، طولي 172 سم، وزني 77 كيلو، منذ أيام حدث معي أنني شعرت بضيق في التنفس وسرعة شديدة في ضربات القلب، ذهبت على إثرها المستشفى وعملوا لي رسم قلب وأشعة على الصدر، وقالوا لي: أنت سليم، ربما تمر ببعض المشاكل، وبالفعل أنا أمر ببعض المشاكل وبعدها بيومين تكررت نفس العملية معي، وتكرر أيضاً ما قاله الطبيب، وفي اليوم الثالث تكرر ذلك أيضاً، وطلبت من الطبيب تنويمي ومعرفة السبب، وتم عمل عدة تحاليل للدم أثبتت زيادة في ضغط الدم 150/95، علماً أنني أحب الموالح جداً، ولم آخذ علاجاً للضغط قبل ذلك، وأظهرت التحاليل زيادة كبيرة في نسبة الكولسترول والدهون، وخرجت من المستشفى بهذه الأدوية:

1ـ حبة اسبرين يومياً.
2ـ حبة كونكورد 10يومياً.
3ـ حبة ليبتور 20 ملم يومياً.
4ـ حبة بلافكس 75 ملم يومياً.
5ـ لصقة نترودريم تي تي اس 10 واحدة يومياً لمدة 12 ساعة.

ومع كل هذه الأدوية لم يقل الطبيب أنني مريض بالقلب أو ماذا عندي! بل عندما أسأله فيقول: تحاليلك سليمة والأشعة والرسومات سليمة (شوية دهون وكولسترول).

بعد سبعة أيام من أخذ العلاج بدأت أحس بوخز أشبه بالمغص الخفيف في الجانب الأيمن أسفل القفص الصدري، وكنت قرأت أن بعض الحبوب التي آخذها تؤثر على عمل الكبد، ويجب أخذها تحت ملاحظة دقيقة ومتابعة لديناميكية الدم.

المهم رجعت للطبيب وسألته أن يعمل تحليل إنزيمات الكبد، وبالفعل عملتها وطلعت زيادة كبيرة في الاثنين:

Sgpt + sgot

مع العلم أنني حللت هذه التحاليل منذ عامين وكانت سليمة وطبيعية 36 و38، وكانت نتيجة فيروس سي وبي سلبية، والحمد لله، فما العمل الآن؟ هل أستمر في أخذ العلاج أم أتوقف عنه؟ وهل هذه الزيادة في الإنزيمات توثر سلباً على الكبد أو باقي وظائف الجسم؟ وهل هناك أدوية بديلة لم آخذها لا تؤثر في إنزيمات الكبد؟ وهل أنا مريض بالقلب؟

كنت من مدخني الشيشة وأقلعت عنها ـ والحمد لله ـ منذ أربع سنوات، ولكن عملت لمدة أربعة أشهر في غرفة مشتركة مع بعض المدخنين وتركتهم منذ شهرين.

أرجو الإفادة عن حالتي بالتفصيل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عاصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: لنناقش موضوع إنزيمات الكبد، فأنت قد عملت التحاليل سبعة أيام بعد تناولك حبوب الكولسترول ولم تذكر إن كان هناك تحاليل قبل ذلك ما عدا التي عملتها من سنتين وكانت طبيعية، والسبب في ذلك لأنه من المهم مع ارتفاع الدهون التي عندك التأكد من عدم وجود دهون على الكبد والتي هي من أكثر أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد.

على كل حال يمكن التمييز أحياناً بين ارتفاع إنزيمات الكبد الناجمة عن الدهون على الكبد أو من أدوية الكولسترول ( ولو أنني أستبعدها لأنك فقط تناولت الحبوب لمدة سبعة أيام ).

إن ارتفاع إنزيمات الكبد نتيجة دهون الكبد يكون فيه Sgpt مرتفع أكثر بكثير من Sgot، بينما ارتفاع الإنزيمات الناجم عن حبوب الكولسترول يكون فيه Sgot مرتفع أكثر من Sgpt، وفي بعض الأحيان إن لم نستطع معرفة السبب نلجأ لعمل صورة بالأمواج فوق الصوتية للكبد، وهنا سيظهر دهون الكبد أو أن نوقف حبوب الكولسترول لمدة أسبوعين إلى ثلاث ونعيد التحاليل فإن استمرت مرتفعة عندها علينا أن نبحث عن سبب آخر.

وعادة الألم في أعلى البطن أو الإحساس بضخامة الكبد يكون مع تجمع الدهون في الكبد.

والتفريق مهم جداً؛ لأن علاج دهون الكبد الناجمة عن دهون الدم هو تنزيل دهون الدم بأدوية دهون الدم.

وللعلم فإنه فقط 1% من المرضى الذين يتناولون حبوب الكولسترول ترتفع عندهم إنزيمات الكبد أكثر من ثلاث مرات الطبيعي.

وتقريباً 3% ممن يتناولون هذه الحبوب ترتفع عندهم الإنزيمات بين 2- 3 مرات الطبيعي، ولذا فإن ارتفاع إنزيمات الكبد نتيجة حبوب الكولسترول أمر ليس بالشائع عند من يتناول هذه الحبوب، وإنما هو أمرٌ نادر.

وفي حال حصوله فإننا نوقف الدواء حتى ترجع الإنزيمات إلى الطبيعي، ونعطي دواء آخر.

أما أمر القلب؛ فلابد وأن ما حصل معك هو تسارع في نظم القلب، وهذا التسارع يشعر به المريض بشكل خفقان، وبسبب التسارع فإن المريض يحس بضيق في الصدر وأحياناً شعور بالاختناق وعدم الراحة، وقد تكون هذه التسارعات بشكل نوبات، أي لا تكون مستمرة، ومن المهم معرفة إن كانت الأعراض قد اختفت عندك أثناء إجراء التخطيط، فعندها يكون التخطيط طبيعياً، وهذا ما حصل معك.

وقد أعطاك الطبيب الأدوية التي تعالج الضغط، وكذلك فهي في نفس الوقت تمنع تسارع القلب، وبسبب التدخين والكولسترول فقد أعطاك الطبيب الأسبرين والبلافكس للوقاية من الجلطات التي يمكن أن تحصل.

أما موضوع إصابة الشرايين في القلب فإن من أعراضها هذه التسارع إلا أنها كذلك قد تكون من كثرة المنبهات والإعياء والضغوطات النفسية.

على الأكثر أن الطبيب لم يكن مقتنعاً أن هناك تضيق في شرايين القلب؛ لأنه في مثل هذه الحالة كان قد أرسلك لإجراء اختبار الجهد أو إجراء تصوير لأوعية القلب عن طريق القسطرة.

أرى أن تستمر بالأدوية؛ لأن الضغط عندك مرتفع، وهذه الأدوية تحمي القلب أيضاً من التسارع واضطراب النظم والأسبرين والبالافكس يحمي من جلطات الشرايين.

شفاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً