الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعامل الزوج مع أهله الكاهرين لزوجته

السؤال

السلام عليكم.

أهلي لا يتعاملون مع زوجتي مطلقاً، وعندما تعود أختي المغتربة من السفر فإنها تُشعل الغيرة والأحقاد والمشاكل السابقة والتجاهل لزوجتي، وتشكل حولها تكتّلات ضد زوجتي.

وفي هذا العام لم تحضر هدية لزوجتي ورفضت دعوتي للغداء، وعندما سألت والدتي عن سبب تجاهلهم لزوجتي أشعلوها نارا وتحزبوا علينا وقاطعونا، ووصل الأمر إلى تكذيبنا في كل ما نقول.
وتوجيه الاتهامات إلينا، رغم أن زوجتي لم توجه إساءة مباشرة لأحد، إلا أنها ليست اجتماعية بطبعها، فكيف أتعامل مع أهلي تجاه ذلك.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Momo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنكم كل سوء وأن يصلح ما بينكم جميعاً وأن يُنزل عليكم السكينة والرحمة، وأن يُذهب سوء الخلاف وسوء التفاهم الذي حلَّ بين أسرتكم، وأن يجمع بينكم جميعاً على خير.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن مسألة النفرة ليست بشيء غريب أو بعيد، فإن هناك نفوسا بطبيعتها لا تأتلف حتى وإن كانت موجودة في مكان واحد كالماء والزيت لا يمتزجان أبداً، وكذلك أيضاً هناك نفوس لا تتمازج مع غيرها رغم أنها ليست سيئة ولا قبيحة، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

ففي عالم الأرواح شاء الله تبارك وتعالى أن يجعل أنفساً تجذب إليها كل الناس، وشاء أيضاً أن يجعل أنفساً لا تجذب إليها شيئاً، فلعل الله تبارك وتعالى شاء أن يكون هناك نوع من عدم الانسجام النفسي ما بين زوجتك وأهلك، رغم أنها لم توجه إليهم أدنى إساءة مباشرة، وعدم كونها اجتماعية بطبعها لا يقدح فيها فإنها كذا رُبِّيت.

والذي أنصح به أنك تفصل وتعزل زوجتك عن أهلك تماماً، واجعل علاقتك بهم مباشرة، ولا تحاول أن تدافع عنها أمامهم، وإنما اجتهد في عدم التحدث عنها حتى تنطفئ نار هذه الفتنة وتتحول إلى رماد، فلا تحاول أن تتكلم عن زوجتك سلباً أو إيجاباً، سواء أمام والدتك أو أخواتك طالما أنهم لا يحسنون التعامل معها، وطالما أنهم يسيئون عشرتها.

وإذا كنتم تعيشون في بيت واحد فمن الممكن أن لا تنزل امرأتك إلى أمك أو إلى أخواتك، وإذا كنتم تعيشون في بيت منفصل فلا تجعل زوجتك تذهب إلى أهلك مطلقاً، وتولًّ أنت صلة رحمك، واصبر على أذاهم، ولا ترد السيئة بالسيئة، ولعله مع الأيام سوف تداوى هذه الجراح.

وأنصحك أيضاً بالدعاء والإلحاح على الله أن يصلح الله ما بين زوجتك وما بين أهلك؛ لأن العلاقة أو الحياة بهذه الطريقة حياة كئيبة ومملة ولا تؤدي إلى استقرار نفسي أو إنجاز حتى في أمور الحياة العادية؛ لأن الرجل المشغول بالمشاكل لا يستطيع أن يُبدع، والمرأة المشغولة بالمشاكل يذهب عقلها في هذه الترهات وتلك التفاهات.

ومع الدعاء بإصلاح الحال وإكرامك لوالدتك وإكرامك لأخواتك واجتهادك في إرضائهم سوف تتحسن الأمور بإذن الله، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منك الدعاء فتسكن المحبة والمودة في قلوب أهلك تجاه زوجتك وكذلك أيضاً في قلب زوجتك تجاه أهلك فتسعد وتسعد الأسرة جميعاً.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً