الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تكرار ظهور غدة لمفاوية في الرقبة

السؤال

أصيبت زوجتي بالتهاب بالثدي أثناء الرضاعة، وفي نفس الوقت ظهرت غدة في الرقبة من الجهة اليمنى فوق الترقوة، وراجعت الطبيب ووصف لها مضاداً حيوياً وزال الالتهاب والغدة، وبعد مرور عام ظهرت الغدة مرة أخرى وفي نفس المكان، وراجعنا استشارية أورام وأخذت خزعة بالإبرة من الغدة إلا أن النتيجة غير واضحة، وطلبت منا أخذ عينة عن طريق الجراحة، فأخذنا منها تقارير بالحالة وراجعنا المستشفى في مدينتنا وعملنا الفحوصات اللازمة من أشعة مقطعية وأشعة تلفزيون وأشعة عادية للصدر وتحاليل للدم، واتضح أن مع زوجتي ثلاث غدد، وتحس بالألم من هذه الغدد، فتم أخذ عينة من إحدى الغدد عن طريق عملية جراحية، وظهرت النتيجة أن الموجود التهاب في الغدة إلا أنهم لم يحددوا نوع الالتهاب، ووصفوا لنا مضاداً حيوياً، وبعد العملية بأسبوعين انتفخ مكان جرح العملية ثم بدأت بإخراج قيح وصديد لونه أصفر ومخضر أحياناً ودم أحياناً، فأخذنا سلايد من العينة المستأصلة فأعدنا قراءة النتيجة مرة أخرى في مختبر متخصص في الأردن وظهرت نفس النتيجة التهاب في الغدد اللمفاوية، وراجعنا أخصائي جراحة ووصف لنا مضاداً حيوياً قوة 1000، وبعد أسبوعين لم يحدث تغيير.

اتصلنا بدكتور استشاري ووصف لنا اقمنتين 1000 لمدة أسبوعين وكذلك لم يتغير شيء، وقمنا بإجراء تحليل زراعة وتحسس لإفرازات الغدة واتضح تأثرها بأربعة أنواع من المضادات، وأخذنا إبر لمدة ثلاثة أيام مرتين يومياً وحصل تحسن ملحوظ حيث تقلص حجمها إلا أنه ظهر التهاب باللوزة اليمنى من جهة الغدة، وأخذنا مضاداً حيوياً ولكن دون جدوى، فراجعنا دكتور الجراحة الذي كان محتاراً معنا فحولنا على استشاري باطنية والذي بدوره جزم بنسبة 99% بأنها درن وطلب منا مراجعته يوم غد السبت لإجراء فحوصات لترسبات الدم ومن ثم العلاج.

وقد تعبنا من كثرة العلاجات، فهل ممكن أن يكون درنا؟ وإن كان درن فهل استئصاله يضر أو لا؟ وما هو رأيكم بالحالة المرضية؟

أفيدونا مشكورين مأجورين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر الوهيبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن تضخم الغدد الليمفاوية له أسباب كثيرة، وفي معظم الأحوال نلجأ لأخذ عينة جراحية من الغدد المتضخمة، خاصة إن كان حجمها أكبر من واحد سم، وتساعدنا عينة الغدد من الوصول إلى التشخيص.

في بعض الحالات لا يمكن الجزم عن طبيعة المرض في الغدة إلا أنه يمكن على الأقل التأكد من عدم وجود أورام في الغدد الليمفاوية.
إن التهاب الغدد قد يكون إما التهاب الغدد بسبب أن هناك التهاباً في المنطقة المجاورة للغدد، ويبدو أنه ليس هذا هو السبب عند زوجتك؛ لأنه عادة ما يتحسن مع العلاج بالمضادات الحيوية.

أما الالتهابات الثانية للغدد الليمفاوية فهي إما أن تكون من نوع التهاب الغدد الذي يترافق بالحرارة وتسمى مرضى كيكوشي Kikuchi disease، ويترافق أحياناً مع طفح جلدي، ويعالج بالمسكنات ومضادات الالتهاب وليس المضادات الحيوية، والتهاب الغدد الليمفاوية الدرني عادة ما يكون فيه التشخيص من خلال الغدة المأخوذة بالعينة؛ لأن هناك أنواعاً معينة من الخلايا، وشكلاً خاصاً لأنسجة الغدة، وبالتالي يمكن التشخيص.
إن وجود الصديد الأخضر وعدم الاستجابة للمضادات الحيوية التي تم أخذها يشير إلى احتمال كبير لالتهاب الغدد الليمفاوية الدرني.

في بعض الحالات التي لا نصل فيها إلى التشخيص بعد كل ما نجرى من تحليل وعينة كما هو الحال عند زوجتك نلجأ إلى العلاج وخاصة العلاج بأدوية السل، ونسميه العلاج لمعرفة الاستجابة، فإن استجاب المريض لعلاج السل خلال أسبوعين فإن هذا يؤكد التشخيص، وعندها نستمر بالعلاج للمدة المحددة حسب الأدوية، فمنها ستة أو تسعة أشهر.

وإن استئصال الغدد لتشخيص الدرن لا يضر، وبالعكس فإنه يساعد على وضع التشخيص.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً