الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف مع عدوانية ابنتي؟

السؤال

أنا أم لطفلة عمرها سنة ونصف، ومنذ شهر تقريباً أصبحت ابنتي عدوانية، وكانت عنيدة من قبل، ولكن زاد عنادها أضعاف ما كانت عليه، وعندما أريد أن أحضنها فإنها تعاندني وترفض ذلك، وصارت كلمة (لا) على لسانها دائماً، وكلما طلبت منها النوم فإنها ترفض وتبكي ولا تريدني أن ألمسها، فما الحل معها؟ علماً بأني منفصلة عن أبيها منذ سنة تقريباً، وهي لا تعرفه لأن كل وقتها معي، وكنت لا أخرج إلا وهي معي ولكني أصبحت أذهب للدوام وأتركها، فهل هذه التصرفات تنطبق على مريض التوحد أم أنها مجرد ضغوطات؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آهات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الطفل في هذا العمر لا يستوعب كل شيء، وهذه التصرفات التي تصدر من هذه الابنة – حفظها الله – هي تصرفات طبيعية لدرجة كبيرة، وتصرف الطفلة ناتج عن نوع من الاحتجاج أو للبحث عن مزيد من العطف وشد الانتباه، فربما تكونين قد عودتها على نمط معين من الرعاية والعناية والدلال الزائد، وكثير من الأمهات يكون لديهنَّ نوع من الالتصاق الشعوري أو اللاشعوري بأطفالهنَّ، فهذا يقضي حاجة الأم العاطفية وفي نفس الوقت حاجة الطفل العاطفية، ومثل هذا التقرب الشديد والالتصاق الشديد لا شك أنه يجعل الطفل لا يتحمل أي خلل أو أي نوع من الابتعاد، فالطفل الذي تقربه أكثر يبحث عن المزيد، ويعتقد أن هناك نوعا من التقرب أفضل من الذي يُمنح له أو يُعطى له.

فهذه الطفلة غالباً ما تكون محتجة على ذهابك إلى العمل، وربما يكون هو السبب؛ لأنها كانت تقضي معك أوقاتا أكثر، ولكن بعد ذلك أصبحت تفتقد هذه الأوقات، فهي باحثة عن مزيد من العناية، ولكني أنصحك بتجاهل هذه التصرفات التي تصدر منها، فالعلاج بالتجاهل هو الأساس لعلاج مثل هذه الحالات، مع التحفيز والتشجيع في حدود ما هو معقول وفي حدود ما تستوعبه الطفلة.

وأؤكد لك أن ابنتك لا تعاني من التوحد - ولله الحمد - وهي تتفاعل معك حتى وإن رفضت، فهذا نوع من التفاعل، والطفل التوحدي لا يتفاعل أبداً، فأرى أن الأمر هو مجرد احتجاج وليس أكثر من ذلك.

ويجب تشجيع وتحفيز الطفلة في حدود المعقول، ولابد أيضاً أن يتاح لها – بالرغم من صغر سنها إلا أنها بعد أن تبلغ السنتين يفضل أن يتاح لها – فرصة الاندماج مع بقية الأطفال إذا كان ذلك ممكناً.

أنت لم توضحي نوعية الرعاية والعناية التي تجدها الطفلة حينما تكوني أنت في العمل، فهذا أيضاً أمر يجب أن لا نتجاهله، ولا أريد أن أرمي كلمات جزافاً أو أن أتهم أحداً بالنقص أو الخلل في التربية، ولكن أرجو أن تحتمي على الشخص الذي يقوم برعاية ابنتك في غيابك أن تكون هناك مسافة بينه وبينها، بمعنى أن لا تقرب التقرب الشديد، فلابد أن يكون هناك نوع من البعد الجغرافي البسيط في أثناء اليوم ما بين الطفلة وما بين الشخص الذي يقوم برعايتها، فهذا مهم وضروري.

ولابد أن يكون نمط المعاملة متناسقا، بمعنى أن الطريقة التي تتعاملين أنت بها يجب أن يعاملها الشخص الذي يقوم مقامك في وقت غيابك، وعليك أيضاً أن تستفيدي من الألعاب، فهناك بعض الألعاب مفيدة للأطفال، وتحمل صفات وفوائد تعليمية كبيرة، هذا النوع من الألعاب تمتص غضب الطفل ويشد انتباهه، فأرجو أن تركزي على هذا.

وأما بالنسبة لانفصالك عن والدها فأسأل الله تعالى أن يصلح الأمر وأن يجعل لكم ما هو خير، والطفلة في هذا السن لن تستوعب هذا الأمر، وحين تبلغ السن الذي تستوعب فيه هذه الأشياء نقول أن لكل حدث حديثاً أو لكل مقام مقالاً، نسأل الله تعالى أن يحفظها، وحاولي أن تطبقي الإرشادات السابقة، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً