الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب سرعة دقات القلب واصفرار العينين

السؤال

دائماً عندي سرعة في دقات القلب، هل معنى ذلك أني أعاني من مرض في القلب؟
وعيناي تميل بعض الأحيان إلى الاصفرار، وحللت وظائف الكبد ولكن النتيجة طبيعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن القلب يعمل بضربات مستمرة أثناء تقلصه وانبساطه، أي: نحو 100 ألف ضربة في اليوم الواحد، لكن، قد يلاحظ المريض أحياناً أن قلبه أخذ يسرع في ضرباته على حين غرة أو أنه تجاوز إحدى الضربات.

ومثل هذا الإحساس يدعى الخفقان، وبالنسبة إلى أغلبية الناس فإن الخفقان يحدث بشكل نادر، وبعضهم يمر في هذه التجربة عشرات المرات في اليوم الواحد، وبعضهم يكون الخفقان لديهم من الشدة، بحيث يشعرون أن نوبة قلبية قد أصابتهم.
وأغلب أسباب خفقان القلب سببها نوع من الإخفاق الطفيف غير الضار في إيقاع ضربات القلب، وهو يسمى بخوارج الانقباض أي أن تخرج نبضة أو أكثر وأحياناً متتالية خارجة عن نظم القلب الطبيعي.
والحمد لله أن هناك القليل من هذا الخفقان الذي قد يعكس مشكلة في القلب أو في أي مكان آخر من الجسم.
وتمييز الخفقان الذي يدعو إلى القلق عن الخفقان غير الضار، ليس بذلك الأمر البسيط، إلا أن من الأهمية تمييز الإيقاع المؤذي للقلب، عن الأسباب النفسية والطبيعية الأخرى. وحالات الخفقان أمر شائع جداً.
وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يهملونه إلا أنه مع ذلك يقلق الكثيرون، ومختلف الأشخاص يمرون بتجربة الخفقان بأشكال متعددة.
فقد يشعر المريض كما لو أن قلبك يرفرف أو يرتعش أو يرتجف أو يترجرج أو يضرب أو يخفق، إلى آخر ما هو موجود من هذه الحالات أو أنه قد تجاوز ضربة واحدة من ضرباته.
وبعض الأشخاص يشعرون بالخفقان، كما لو أنه ضربات في العنق، في حين يظهر لدى الآخرين شعور عام غير مريح.
وتظهر بعض حالات الخفقان بشكل مفاجئ لتختفي بعد ذلك فجأة، في حين ترتبط الحالات الأخرى ببعض النشاطات والفعاليات المحددة والأحداث، وحتى لدى الشعور ببعض الأحاسيس والمشاعر، ومن شأن بعض النشاطات البدنية والطبيعية التسبب في الخفقان تماماً مثلما يؤدي التوتر والاكتئاب إلى حدوثه.
وبعض الناس يشعرون بالخفقان لدى ميلهم نحو الإغفاء والنوم، في حين يشعر البعض الآخر به لدى انتصاب قوامهم بعد أن ينحنوا لالتقاط شيء ما من الأرض.
من أكثر أسباب الخفقان هو: كثرة شرب المنبهات مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية والشكولاتا وقلة النوم والجهد والتوتر، وبعض أنواع الأدوية مثل أدوية احتقان الأنف.
ومن الأسباب أيضاً: زيادة نشاط الغدة الدرقية وطبعاً هناك العديد من أمراض القلب وصمامات القلب التي قد تسبب الخفقان.
وغالباً ما يختفي الخفقان عندما يصل المريض إلى عيادة الطبيب، وهذا ما يجعل تحديد أسبابه صعبا أحياناً، إلا أنه يحتاج للتعاون بين المريض والطبيب.

لذا أرى إن كنت ممن يتناولون المنبهات بكثرة أن تقللي منها وإن كنت تتناولين أي أدوية أو أعشاب غير ضرورية أن تتوقفي عنها، وأن تحصلي على قسط كاف من النوم، فإن استمرت هذه الأعراض فيجب مراجعة طبيب القلب.

أما بالنسبة لاصفرار للعين فإن كان الأمر في الصباح أو في بعض الحالات التي تكونين فيها صائمة لفترة فقد يكون الأمر سببه هو ما يسمى مرض غلبرت Gilbert syndrome وهو سببه نقص أحد إنزيمات الكبد، وبالتالي يزداد نسبه البيليروبين في الدم الذي سيبب الصفار في العين ثم بعد ذلك يتحسن وهو لا يؤثر على صحة الإنسان مطلقاً وهناك 5% - 10% من الناس عندهم هذا النقص والكثير منهم لا يعلمون ذلك.
يمكن التأكد من ذلك أن تعملي نسبة البيليروبين عندما تكونين صائمة وعادة ما تكون نسبة البيليروبين غير المباشر (التحليل يعطي نسبة البيليروبين الكلية الذي يتكون من البيليروبين المباشر وغير المباشر) وفي مرض غلبرت يكون البيليروبين الكلي مرتفعاً وغير المباشر.
ولا يحتاج لأي علاج لأنه لا يسبب مرضاً وفيه تكون إنزيمات الكبد طبيعية.
والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر سعد رضوان

    جزاكم الله خيرا فقد وضحتم لى أمورا كثيرا ما كانت تشغلنى ولكنى الآن بفضل الله اطمأننت ... فجزاكم الله خير الجزاء.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً