الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطريقة المناسبة لإيقاف دواء السيروكسات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

راجعت طبيباً نفسياً فوصف لي عقار الزيروكسات، وعندما أردت إيقاف العلاج لقيته مسافراً، ثم حاولت أن أستفسر من طبيب آخر فأمرني أن أستمر على العلاج، على أن أتناول يوماً (25)، واليوم الآخر (12,5) لمدة شهر، فما رأيكم في ذلك؟

علماً بأن لدي رغبة في إيقاف العلاج لاسيما أني استفدت منه استفادة ممتازة ولله الحمد، فما هي أحسن طريقة لإيقافه بعد استخدام دام ستة أشهر؟ وهل لاستخدامه سنوات طويلة تأثير على الشخص؟ وهل يفيد استخدام الزيروكسات بشكل متقطع عند الحاجة؟!

ولكم جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن التوقف عن تناول عقار (الزيروكسات Seroxat) له عدة طرق، وهذا يعتمد على الجرعة التي يتناولها الإنسان في الوقت الحاضر، ومع أنك لم توضح الجرعة التي تتناولها الآن، ولكنك إذا كنت تتناول خمسة وعشرين مليجراماً في اليوم فلا بأس أبداً أن تخفض هذه الجرعة إلى اثني عشر ونصف مليجرام (نصف حبة) يومياً، وتستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك تتناول اثني عشر ونصف مليجرام يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً، ثم تتناول اثني عشر ونصف مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين أيضاً، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

فهذه الطريقة جيدة ومعقولة، وننصحك بأن تكثف من التمارين الرياضية - خاصة المشي أو الجري – في وقت سحب الزيروكسات، فهذا وجد أيضاً أنه يساعد كثيراً على التقليل من فرص الآثار الانسحابية.

وهناك بعض الأطباء ينصح بأن يتناول الإنسان عقاراً يعرف علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك Prozac) لمدة أسبوعين بعد أن يخفض جرعة الزيروكسات، ثم يتوقف عن البروزاك وهذا لسبب واحد وهو أن البروزاك يشابه الزيروكسات لدرجة كبيرة، وفي نفس الوقت ليس لديه آثار انسحابية؛ لأن البروزاك يتميز بوجود إفرازات ثانوية تظل في دم الإنسان لفترة طويلة.

ولمزيد من التوضيح إذا كان المريض يتناول خمسين مليجراماً في اليوم، فيمكنه أن يخفض الجرعة إلى سبعة وثلاثين ونصف مليجرام لمدة أسبوعين، ثم يخفضها بعد ذلك إلى خمسة وعشرين مليجراماً لمدة أسبوعين، ثم إلى اثني عشر ونصف مليجرام، ويستمر على هذه لمدة أسبوعين، وبعد ذلك يبدأ في تناول البروزاك، وحين يبدأ في تناول البروزاك يمكن ن يتوقف عن الزيروكسات بصفة كاملة ويستمر على البروزاك بجرعة عشرين مليجراماً يومياً لمدة أسبوعين، ثم يتوقف عن تناول البروزاك، وقد ذكرت ذلك لمجرد الإلمام بالمعلومة، ولكني أعتقد أن تطبيقك للطريقة الأولى التي ذكرتها لك هو الأفضل.

وأما بالنسبة لاستعمال الزيروكسات لمدة طويلة فإنه لا يؤثر؛ لأن هذا الدواء من الأدوية السليمة ومن الأدوية الفعالة، فقط ربما تحدث زيادة في الوزن، وهذه يمكن أن يتخلص منها الإنسان بتنظيم الطريقة الغذائية وكذلك ممارسة التمارين الرياضية.

وأما استعمال الزيروكسات بشكل متقطع فهذه من الأخطاء الكبيرة التي قد يرتكبها البعض، حيث يتناول الزيروكسات عند الحاجة أو عند اللزوم، وهذا يؤدي إلى آثار انسحابية شديدة تزيد من الأعراض النفسية خاصة أعراض القلق والتوتر.

فالزيروكسات من الأدوية التي يجب أن تُبدأ بالتدريج، ثم بعد ذلك تُرفع الجرعة البدائية إلى جرعة علاجية، ثم بعد ذلك يخفض الدواء بالتدريج حتى يتم التوقف عنه، ولا ننصح مطلقاً بتناوله بصورة متقطعة؛ لأن هذا يخل في البناء الكيميائي لهذا الدواء، وفي نفس الوقت يؤدي إلى آثار انسحابية تزيد من الأعراض النفسية الموجودة، وختاماً نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً