الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرفض من يتقدمون لي لإحساسي بطمعهم في مالي، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم

كلما يأتيني عريس أحس إنه من الخطأ أن أوافق، وإذا وافقت سأندم، فلا يوجد إنسان مناسب لي؟ وليس هذا غرورًا، ولكنه إحساس، وأنهم كلهم يطمعون فيّ؛ لأني متعلمة ومدرسة، وتخصصي طيب، وليس تقدمهم لي من أجلي.

أصبحت محبطة، وصرت أفكر بالموافقة على أي شخص ولو كان غير مناسب.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن نصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن لا تستجيبي لهذا الشعور الذي يخيل إليك أنك ستندمين إذا وافقت على الزواج بمن تقدم لخطبتك إذا كان المتقدم رجلاً مناسبًا.

فهذا تشاؤم مذموم، وسبب لإيقاعك في أنواع الهموم والحسرات، وحتى تتخلصي من حالة الإحباط هذه التي أنت فيها نوصيك بجملة من الوصايا ونتمنى أن تعملي بها، وهي كالآتي:

1) إذا تقدم لخطبتك الرجل الذي ترضين دينه وخلقه، فبادري إلى مشاورة العقلاء من أهلك واستخيري الله تعالى، واقبلي به زوجًا.

2) أحسني الظن بالله تعالى في أن يقدر لك الخير، ولا تتشاءمي بأنك ستندمين بهذا الزواج، فالله تعالى يقول: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء).

كما أن عليك أن تحسني الظن بمن تقدم لك، فلا تظني أنه إنما قاده إلى ذلك الطمع ما دمت لا تجدين على ذلك دليلاً.

3) ينبغي أن تدركي أن سعادة الإنسان تكمن في أن يقتنع بما رزقه الله ويسره له، وليس في تمني ما لا يقدر عليه ولم يقسمه الله له، ولذلك كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه).

ومن ثم فسعادتك وراحة بالك في قبولك بمن ترينه مناسبًا ممن يتقدمون إليك، وليس في التطلع والتمني لمن لم يلتفت إليك.

4) أصلحي حالك مع الله تعالى بأداء فرائضه، والإكثار من ذكره ودعائه، وستجدين أثر ذلك في كل حياتك سعادة وسكينة وطمأنينة، قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً