الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية استرجاع الرغبة في الدراسة وتنظيم الوقت من أجل النجاح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أشكركم على هذه الخدمة الجليلة التي نفع الله بها المسلمين كثيراً.

أما استشارتي، فأنا كنت أيام الابتدائية في قمة الحب والاهتمام للدراسة، وكذلك في المتوسطة، ثم في الثانوية وبعد الثانوية لم أكمل الدراسة مباشرة ولكن مكثت سنة كاملة بدون دراسة، وبعدها التحقت بالجامعة، عندها انقلب الحال تماماً فلم أعد أحب الدراسة ولا أهتم لها، حتى أنني نجحت في السنة الأولى بالجامعة بصعوبة، وهأنذا الآن في الصف الثاني وأنا أحاول أن أصلح حالي من حيث الاهتمام ولكن لا أستطيع!

مشكلتي بالتحديد هي أنني عندما أبتعد عن أجواء الدراسة ألوم نفسي في التقصير والتفكير في طرق أفضل وأبحث عنها وأقرأ عنها، وعندما آتي لتطبيقها أرجع كما كنت، علماً بأنني طالب في الهندسة.

أرجو أن تكون استشارتي قد وضحت لكم... ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مشكلتك ذات شقين: الشق الأول هو موضوع الدافعية والرغبة في الدراسة، والشق الثاني هو كيفية تنظيم وقتك؛ لأن تنظيم الوقت هو الوسيلة الرئيسية للنجاح.

بالنسبة للشق الأول أقول لك إن استشعار أهمية الأمر تجعل الإنسان يجتهد من أجل الوصول إليه، فأنت مطالب الآن بأن تتفكر وتتأمل في التعليم كقيمة مهمة، التعليم هو سلاحك الآن وفي المستقبل ولا شك في ذلك، إذن استشعار أهمية العلم والتعلم يجب أن تنظر إليها بتركيز وتمعن، ويجب أن تعرف أن سوق العمل الآن لا تقبل إلا من هو متعلم، وحتى على النطاق الاجتماعي الشخص حينما يكون صاحب معرفة وعلم وخُلق لا شك أن هذا يرفع من رصيده كثيراً، والعلم والتعلم من الأمور التي حث عليها ديننا، فاجلس مع نفسك جلسة صادقة استشعر فيها أهمية التعليم، وإن شاء الله بهذه الطريقة تستطيع أن تحسن الدافعية لديك.

وأمر آخر هو: أن تقلل من أهمية شواغلك الأخرى، قل لنفسك (لماذا أشغل نفسي بأمور تعطلني عن العلم والدراسة؟ لماذا لا أبني رغبتي؟ لماذا لا أكون عالي الهمة وأتمثل وأقتدي بالعلماء؟) هذه الحوارات الذاتية إذا كانت بجدية تؤدي - إن شاء الله - إلى رفع درجة القناعة لديك، وبعد ذلك عليك بتنظيم وقتك، لا تؤجل درس اليوم إلى الغد، يجب أن تخصص وقتاً للدراسة، وأنا أقول لك قبل ذلك خصص وقتاً للراحة وللرياضة وللترفيه عن النفس بما هو مشروع.

عليك أن تضع جدولا للدراسة تلتزم به، هذا الجدول يمكن أن يكون كتابة أو مجرد خارطة ذهنية، وهنالك أوقات يكون استيعاب الإنسان ورغبته في الدراسة أفضل، وهي أوقات الصباح بعد صلاة الفجر، والبكور فيه بكرة وخير كثير، فعليك بذلك أخي الكريم.

وأنصحك أيضاً بأن يكون لك صديق أو صديقان من الأخوة الملتزمين والذين لديهم رغبة في الدراسة، اتخذ من صحبتهم وسيلة لخيري الدنيا والآخرة، ويمكن أن تكون هنالك جدولة وتنظيم للدراسة مع هذا الصديق أو أكثر من صديق إذا تيسر ذلك.

الأمر الثالث هو أن يكون الإنسان على تقوى، ونعرف أن الذكر يرفع من اليقظة العلمية، قال تعالى: ((وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ))[الكهف:24]، وقال تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ))[الرعد:28].

وكما قال الإمام الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال أعلم بأن العلم نور *** ونور الله لا يُهدى لعاصي

فإذن أمامك - أيها الفاضل الكريم - فرصة عظيمة لأن تعيد حساباتك وأن تستفيد من طاقاتك الداخلية، ولا شك أنت لديك الإمكانية حيث كنت جيداً في المراحل الدراسية الأولى، وأنا أؤكد لك أن هذه الطاقات لازالت موجودة، ولكن كل شيء قد يخمل وقد يخبو؛ فلذا يجب أن يكون هنالك سعي لتجديد الطاقات وإعادة البناء.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً