الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب التسارع في هشاشة العظام والأدوية المستخدمة لعلاجها

السؤال

قرأت كثيراً عن الخلايا البناءة للعظام والخلايا الهدامة، وأن البناء ينشط في الصغر أكثر من الهدم، ثم تأتي مرحلة التساوي بينهما، ثم تبدأ خلايا الهدم في التفوق.

ويبدأ العظم يرق، فلماذا يعطى المسن كميات مركزة من الكالسيوم؛ ما دام الجسم يهدم بل ولديه فائض من الكالسيوم الذي نتج عن الهدم؟

ولي سؤال آخر: ما شكل ونوع الدواء المستخدم لتعطيل خلايا الهدم في معالجة هشاشة العظام؟ وهل من الممكن استخدامه لتقوية العظم عند الشخص الصحيح، ودون معرفة الطبيب المختص؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم كلامك صحيح، فإن العظام هي أعضاء حية، وهي ليست أعضاء جامدة، وإنما يتم إزالة بعض الأجزاء عن طريق الخلايا الهادمة للعظم وتسمى Osteoclast ثم يتبع ذلك أن يقوم الجسم ببناء هذا الجزء من العظم وذلك بأن تأتِ الخلايا البناءة للعظم Osteoblast وتحل محل الخلايا الهادمة وتقوم ببناء عظم جديد وفي مرحلة النمو وحتى سن 18 فإن الجسم يبني أكثر مما يهدم، وتصل أعلى كمية من العظام في الجسم أو ما يسمى بكتلة العظم العظمى Peak bone mass أعلى مستواها قبل سن 18، وتعتبر كرصيد الإنسان من العظم فبعد ذلك يحصل نوع من التوازن ثم في سن بعد 35-40 يبدأ الإنسان يستهلك من هذا الرصيد من العظم ببطء، ومتى ما وصل إلى سن بعد انقطاع الطمث أو لسبب من الأسباب العديدة فإن الجسم يبدأ بفقدان العظم بسرعة.

ولكي تقوم العظام بوظيفة بناء العظام فإنه تحتاج إلى الكالسيوم والفيتامين ( د ) ويجب أن يكون هناك حركة وتمارين، فهناك إشارات تأتي للعظم من العضلات تحثها على بناء العظم في حالات التمارين والمشي أما مع قلة الحركة فيبدأ العظم بفقدان بعض كتلته.

ومن الأمور التي تسرع فقدان العظم: الكورتيزون، وكثرة القهوة، والنحافة، ونقص الكالسيوم، والتزام الفراش بسبب شلل أو أي سبب آخر لفترة طويلة.

فعندما يقل الكالسيوم في الدم نتيجة قلة تناول الكالسيوم، فإن الجسم ولكي يحافظ على نسبة الكالسيوم في الدم يلجأ إلى العظم لأخذ الكالسيوم منه، وذلك بتنشيط الخلايا الهدامة، ولذا يعطى المسنين الكالسيوم للمحافظة على التوازن بين الهدم والبناء، ويعطى الفيتامين ( د ) لكي يمتص الكالسيوم من الأمعاء ويرسل إلى العظام.

أما الأدوية التي تستخدم لهشاشة العظام في حال تشخيص هذا المرض فهناك ثلاثة أنواع.

- نوع يثبط عمل الخلايا الهدامة وفي نفس الوقت يقلل ( ولكن بشكل أقل عمل الخلايا البناءة) ويكون التوازن لصالح البناء، ومن هذه الأدوية Fosamax ، Actonel ، Aclasta

- نوع يثبط الهدم ويزيد البناء ومنه دواء خاص يسمى Protelos.

- النوع الثالث من الأدوية والتي يبني العظام وذلك بتحريض الخلايا البناءة ومن هذه الأدوية دواء يسمى (Teraparatide forteo) وهو بشكل إبر تؤخذ يومياً تحت الجلد.

ولا تعطى هذا الأدوية للشخص الصحيح ومن كان العظم عنده طبيعياً؛ لأنها لا تفيد وإنما فائدتها أكثر كلما كان هناك نقص أكثر في كثافة العظام.

والله الموفق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً