الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقلب سلوك الطفل بين السذاجة وعدمها

السؤال

عندي بنت عمرها 6 سنوات ذكية جداً تتعلم بسرعة، جلست وعمرها 3 أشهر، نطقت كلماتها الأولى وعمرها 4 أشهر، كانت تصعد على الكرسي وعمرها 6 أشهر، تعلمت استخدام الحاسوب وعمرها 4 سنوات، تحس أنها مراهقة وفي بعض الأحيان طفلة ساذجة تفعل ما يطلبه منها أقرانها رغم أنه خطأ وهي تعلم ذلك، في الدراسة تتعلم بسرعة وتفقد التركيز وتمل بسرعة أكبر، دائمة الحركة وتحب الرسم، تستمع لنصحنا وتقول لنا إنها لن تفعل أي خطأ، ولكنها سرعان ما تفعل العكس!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو الزينات حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد اطلعت على رسالتك بكل تدبر، ومما لفت نظري أن هذه الطفلة إن شاء الله تكون من المواهب؛ لأن تطورها الارتقائي مخالف تماماً لما عهدناه لدى الطفل المتوسط، فهي قد جلست وعمرها ثلاثة أشهر، وهذا أمر غير عادي، ونطقت الكلمات الأولى وعمرها أربعة أشهر، هذا أيضاً أمر ليس أمراً معقولاً، وأيضاً تعلمت الحاسوب وعمرها أربع سنوات، نسأل الله تعالى أن يحفظها.

فيا أخي الكريم! لا شك أن هذه الطفلة كما ذكرت لك تعتبر من المواهب بهذه المقاييس؛ لأن التطور الجسدي بهذه السرعة والذي صحبه التطور المعرفي والعقلي يجعلنا فعلاً نهتم بأمرها كثيراً.

الجزئية الأخرى التي ذكرتها والتي تحس أنها مراهقة كما ذكرت، وأنها بعض الأحيان تتقلب في تصرفاتها ما بين السذاجة والاتباع وافتقاد التركيز والملل بسرعة وأنها كثيرة الحركة، هذا محور وبُعد سلبي بالطبع، وهذا أيضاً يتطلب التقييم.

فيا أخي الذي أنصحك هو أن تذهب بهذه الطفلة – حفظها الله – إلى أخصائي نفسي المختص في الصحة النفسية للأطفال حتى يقوم بتقييمها تقييماً دقيقاً لتحديد مستوى ذكائها، وتحديد مستوى نضوجها الوجداني، ومستوى تواؤمها الاجتماعي..هذه هي المحاور الرئيسية التي لابد أن تُقيم، كما أنه من الضروري جدّاً أن يتم تقييم الطفلة إذا كانت تعاني من داء فرط الحركة أم لا، حيث إنك ذكرت أمرين هامين وهما أنها ضعيفة التركيز بالرغم من ذكائها، كما أنها كثيرة الحركة.. هذه مؤشرات تجعلنا نركز ويكون من الضروري أن نقيم الأطفال للتأكد إن كان هنالك أي وجود لداء فرط الحركة الزائد لدى الأطفال، وهي علة معروفة جدّاً لدى الأطباء ولها شروطها التشخيصية.

فيا أخي الكريم: هذا هو الذي أنصحك به، ومن خلال تقييم الطفلة سوف تحدد حجم هذه المقدرات وكذلك السلبيات، ومن ثم يكون هنالك نوع من الرعاية والتوجيه الخاصة بهذه الطفلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً