الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أطلب من أبي أن يزوجني أم أتعلم التجارة أولاً؟

السؤال

أنا شاب عمري 18 عاماً، لا أملك عملاً خاصاً بي، فأنا أعمل مع أبي في تجارة قطع غيار السيارات، ولم أتعلم بعد تجارة أبي جيداً، ولكن العديد من أصدقائي ينصحونني بالزواج، وأبي يستطيع أن يزوجني، لكني أريد أن أتعلم مهنة أبي جيداً حتى أستطيع أن أدير العمل وبعدها أتزوج، فهل أنتظر حتى أتعلم التجارة ويكون لي مكانة في العمل؟ أم أطلب من أبي أن يزوجني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن في تعجيل الزواج مصالح لا تخفى، وسعيد من وجد والداً يساعده في الزواج، فاعرض الأمر على والدك، واعلم أن الزواج يزيد في الرزق، وطعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وكان السلف يلتمسون الغنى في النكاح، يتأولون قول الكريم الفتاح: ((إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ))[النور:32].

وإذا كنت لا تستطيع أن تطرح الموضوع على والدك، فيمكن أن يكون ذلك عن طريق الوالدة أو العم أو أحد المقربين من الوالد، وليت الآباء يدركون أهمية مساعدة أولادهم على بلوغ العفاف؛ لأن حاجة الأبناء إلى العفاف لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، ولذلك قال سعيد بن العاص رضي الله عنه: (إذا علّم الرجل ولده الكتاب، وحج به بيت الله الحرام، وزوّجه فقد خرج من حقه)، وكان الشيخ العثيمين رحمة الله عليه يقول: (يجب على من ملك مالاً أن يزوج أولاده الذكور، وأن يسهل مهر بناته).

ولا شك أن الوالد والوالدة حريصان على إسعاد أبنائهم وبناتهم، وأرجو أن نتذكر أن الأصل عندنا هو الإسراع بالزواج، ولم تعرف مجتمعاتنا الإسلامية بدعة تأخير الزواج إلا بعد فترة المستعمر، وإذا كان أهل الكفر يؤخرون الزواج فإنهم يمارسون الفحش والزنا، وليس بعد الكفر ذنب، ولكن عار على أمة الإسلام أن تمشي في دربهم، فنسأل الله أن يسهل الأمور، وأن يردنا إليه رداً جميلاً.

وهذه وصيتي لك ولكل شاب بضرورة تقوى الله، وسلوك سبل العفاف، فإن الله سبحانه وتعالى قال لمن لم يتمكن من الزواج: (( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ))[النور:33]، فليست صعوبة الزواج مبررًا للوقوع في المخالفات، وتلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب: (يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء)، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً