الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح زوجية في سبيل حياة مثالية

السؤال

أريد نصيحة لزوجي تحثه على المعاملة الإسلامية الحسنة للزوجة وسأرسلها له على بريده الإلكتروني إن شاء الله، عندما أحدثه عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وأني أريد ولو جزءاً بسيطاً من هذه القدوة فيقول لي أننا لسنا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.

تعقيب: إن الانحراف ليس معناه الزنا، فالانحراف كلمة وراءها عدة معاني، فقد ينحرف الشخص في السلوك الطبيعي الذي اعتاده الناس عليه، مثل التمرد والعصيان الذي يقع فيه الزوج، وفي هذه الحالة هذا الانحراف يعبر فيه الشخص عن رفضه للواقع الذي يعيشه، أو رغبة منه في أن يحس الشخص بحجم المعاناة التي يعيشها بسببه، وقد تنعكس المعاناة الشخصية في الأطفال تلقائياً كما حصل لطفلتي حين رفضت الرضاعة من صدري، فالطفل وسبحان الله أكثر قدرة على إدراك أن أمه تعاني، فيرفض أن يمتص تلك المعاناة، وعلى فكرة لدي طفلة واحدة فقط عمرها الآن سبعة شهور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المبارك / حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم يا أخي أن الزوجة سكن لزوجها يسكن إليها ليروي ظمأه الجنسي في ظلال من الحب والمودة والطهارة، فيسكن القلب عن الحرام، وتسكت الجوارح عن التردي في حمأة الرذيلة والانزلاق في مهاوي الخطيئة، ولكي يتحقق في نطاق الأسرة ذلك السكن القلبي وهذا الهدوء الروحي فقد أحاط الإسلام ذلك بسياج تربوي، ففرض حقوقاً للزوجة وحدوداً للزوج ومجالاً يسير فيه كل منكما لا يتعدى واجباته ولا يتجاوز اختصاصه؛ لتسير سفينة حياتكما سعيدة في المحيط الزوجي بعيدة عن أعاصير الخلاف وتيارات النزاع وأنواع الشقاق.

قال الله تعالى: (( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ))[النساء:19]، وكلمة عسى التي للرجاء تجعل الأمل في الصبر على أغلاط الزوجة موضع رضا الله الذي يجعل الرجاء في تعويضه عن الصبر كثيراً، وقد روى ابن ماجة والترمذي من حديث عمر بن الأحوص الجشمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع: (استوصوا بالنساء خيراً، ألا إن لكم على نسائكم حقاً ولنسائكم عليكم حقاً، فحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن، وحقكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون).

وهذه عشرة نصائح أقدمها لك أخي للسعادة الزوجية:

1- الأمن: يعتبر لبنة أساسية في صرح هذه الحياة وبدونه لن يشعر الزوجان بالحياة الهنيئة الهادفة، وهو يطرد التوتر والعدوانية من بينكما.

2- البر: وأجمل ما في الحياة الزوجية أن يشعر كل طرف فيها بأنه نصف الطرف الآخر، فإذا قدم أحدهما معروفاً للآخر يعبد الله تعالى به، ويستشعر معاني الصدقة والثواب الجزيل والأجر العظيم.

3- التضحية: إنها الرباط الذي يشد الواحد ويجذبه نحو الآخر، وبدونها تكون الحياة صغيرة وقصيرة، وبهذه التضحية تستمر أواصر المحبة بينكما.

4- الثقة: فإنها تحافظ على الأسرة وتحميها من التفكك والانهيار، فلا يكبت أحد منكما الآخر ولا تحقر قدرات زوجتك وتستصغرها، ويجب أن يكون الاحترام متبادل.

5- الحب: إن الحياة الزوجية لا تستمر بغير حب حقيقي بهذا المعنى، ولا يولد هذا الحب من فراغ أو يأتي من غير مقدمات، إن هذا كله سيزيد المشاعر قوة والعواطف حرارة ويجعل جميع الهموم والمشاكل تختفي في حياتكما.

6- المودة والرحمة: وهي مرتبة من مراتب الحب بين الزوجين، وبها تحلو الحياة وهي أيضاً علامة يقيس بها كل طرف مدى حب الآخر له، وهي دعامة مهمة لقيام البيت السعيد وبدونهما تبدو الحياة الزوجية جافة وقاسية.

7- السعادة: إنه شيء لا يمكن أن يشترى أو يعثر عليه هكذا بلا مقابل، إن ثمنها الرضى والقناعة كما ذكرنا، ولا بضاعة بلا ثمن، إنها معاني وليست مباني، إنها العيش بين الكلمة الطيبة واللمسة الحانية.

8- الصراحة: ليس هناك أفضل من الصراحة التي تضمن قلة المشاكل أو على الأقل تخفف من حدتها، وعلى العكس من ذلك فعدم الحوار والمصارحة مع الطرف الآخر يصل بالأمر إلى الانفجار.

9- الغضب: من الأمور التي تعقد الحياة الزوجية وتزيد من نسبة المشاكل فيها، فالزوج يغضب لنفسه، وكذلك الزوجة، والغضب لا يحل المشكلة وإنما يزيدها تعقيداً، والعلاج هو الصبر والتحلي بالحكمة.

10- الفهم: وهو أكبر عامل لنجاح الحياة الزوجية، إذ يعتبر المحور الأساسي الذي يقلل من المشاكل الزوجية، وبدون التفاهم العرى الزوجية تضعف وقد تنفصم في النهاية.

وفقك الله يا أخي وأصلح بالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً