الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاختيار بين شاب قليل التدين وآخر متدين لكنه لم يحزم أمره في الارتباط

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة في الواحد والثلاثين من العمر، قمة طموحي هو بناء أسرة مسلمة ملتزمة بالكتاب والسنة برفقة زوج صالح متدين، وإني لأدعو الله بذلك ليل نهار، تقدم لي حالياً شابان الأول: سألنا أحد المعارف عنه وذكر لنا أنه ذو خلق حسن، والثاني: متدين وذو خلق عال بشهادة أكثر من شخص أولهم زوج أختي، ولكنه طلب منا فترة طويلة ليعرض الموضوع على والدته، ولتحدد موعداً لزيارتنا، وذكر لي أنه خلال هذه الفترة لي مطلق الحرية لقبول أي خاطب أراه خيراً منه، من جهتي أنا بعقلي وجوارحي موافقة على ذي الدين والخلق حسب ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني في حيرة أخشى أن أرفض الأول ثم قد لا توافق والدة الثاني، والأهل يرون أن أوافق على الشخص الأول المضمون حسب رأيهم طالما لا يوجد ما يعيبه، وقد بلغت من العمر ما بلغت وأنا أحاول أن أقنعه بالتدين والالتزام الديني بعد الزواج عسى الله أن يهديه، أنا أسأل الله من كل قلبي أن يجعل نصيبي من ذي الدين والخلق، وإني لأصلي صلاة الاستخارة كل يوم، ولم أتخذ القرار بعد، أشعر باضطراب بين قناعاتي وثقتي بالله وبين ما يراه الأهل والأصدقاء أنه واقعية، أشيروا علي في أقرب وقت، وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأستاذة آمال المحترمة حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإنه ليسرنا بداية أن نرحب بك أجمل الترحيب في موقع استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يحفظك من كل مكروه، وسوء وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته وحجاباً لك من النار.

وبخصوص ما ورد في رسالتك فأنا معك قلباً وقالباً من أن اختيار صاحب الخلق والدين أفضل من الآخر ألف مرة ومرة، وذلك لما ورد في السنة من أن صاحب الدين إذا تزوج امرأة أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها، وأنه أكثر طاعة لله ورسوله، وحرصاً على الالتزام بالشرع وتحري الإخلاص والتقوى في أموره كلها، ولا يفوته أن الإحسان إلى الزوجة والمعاشرة بالمعروف من لوازم الدين وأسسه، لذا أقول لك أنا شخصياً أفضل الصبر والانتظار على صاحب الخلق والدين بدلا من التعجل والموافقة على صاحب الخلق فقط، ولكن أنصح هذا الأخ بالإسراع في إخبار والدته ما دام أنه ليس هناك ما يقتضي التأخير لاحتمال أن تقل فترة الانتظار ويتحقق المراد بفضل الله، وأوصيك بكثرة الدعاء والإلحاح على الله أن ييسر لك الخير، وأن يشرح صدرك له، وأن يعجل لك بالفرج، كما أوصيك بكثرة الاستغفار والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) بهذه النية.

وأنا على يقين أن الله سوف يحقق أمنيتك ويمن عليك بمن ترغبين؛ لأن الله لا يضيع أهله ولا يكل نصرته إلى أحد سواه.

فاصبري واحتسبي وتضرعي وواصلي طرق باب الكريم، وسيمن الله عليك بالفرج العاجل والسعادة الدائمة في الدنيا والآخرة.
ونحن هنا في الموقع نشاطرك الدعاء، ونتمنى لك كل التوفيق ونرجوا أن تبشرينا قريباً بقضاء حاجتك.

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً