الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلق الفتاة بشاب رفضه أهلها وكيفية التخلص من ذلك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع الذي يتيح لي أن أقول ما في قلبي.

أنا فتاة أبلغ من العمر (18 سنة)، تعرفت على شاب يكبرني بعام تقريباً عن طريق الإنترنت، ومضت تقريباً سنة وأنا معه، وتقدم لخطبتي وأهلي رفضوه، ولكن المشكلة هي أني قد عرفت أن الذي كنت أفعله غلط كبير، وهو التكلم معه وما إلى ذلك، والآن أنا نادمة جداً ورجعت إلى الله وتبت إليه ولكن المشكلة هي أني لا أستطيع أن أنسى هذا الشاب، لأني أحببته وأنا في مراهقتي وصعب علي أن أنساه، وهو بالتأكيد نساني لأنه لو كان يحبني فعلاً لما تقدم لخطبتي وهو لا يعمل وليس لديه شهادة دراسية، فأنا الآن أتعذب، أريد أن أنساه وأبدأ حياة جديدة ولكن لا أستطيع لأنني أحببته من كل قلبي، فهل هناك من وسيلة للتخلص من الألم والماضي المرير؟

شكراً لكم، وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت / فاطمة الفاضلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونشكرك على ثقتك الغالية بموقعنا، ونسأله تعالى أن يجعلنا دائماً عند حسن ظنك وظن جميع المتصلين، كما نسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يتقبل توبتك، وأن يحقق أمنيتك، وأن يمن عليك بزوج صالح يعينك على طاعته -جل جلاله-.

وبخصوص ما ورد، -فالحمد لله- أن من عليك بمعرفة الحكم الشرعي لهذا الاتصال، وهذه نعمة عظمى تشكرين الله عليها، وأما بخصوص هذا الشاب الذي تقدم لخطبتك ورفضه أهلك رغم حبك له، قطعاً هم لا يرضون بذلك حتى ولو عرفوا، فإن غالب الأسر ما زالت ترى التعارف عن طريق الإنترنت غير مشروع؛ لمخالفته لما تعارف عليه الناس من الطرق الطبيعية المعروفة، وكونك متأكدة من أنه قد نسيك لكونه تقدم دون استعداد فلا أعتقد أن حكمك هذا صحيح أو صائب، وما وقع منه لا يدل قطعاً على عدم حبه لك، فهذا من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، لذلك أقول لك: ما دمت قد تبت إلى الله من الاتصال به أو بغيره، فلا تفكري في معاودة الاتصال به أو بغيره؛ حتى لا تقعي في معصية الله، وإذا كان لك نصيب فيه وهو أيضاً يصلح لك زوجاً فتأكدي من أن الله سوف يجعله من نصيبك إن شاء الله حتى وإن طال الزمان، وإذا لم يقدره الله لك فلا يمكن أن يصل إليك أبداً؛ لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأنصحك بأن تسألي الله أن يعينك على نسيانه، فأكثري من الدعاء أن يمن الله عليك بنسيانه، وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وحاولي أن تشغلي نفسك بشيء نافع ومفيد مثل الاطلاع والقراءة ووضع برنامج مبسط لحفظ القران الكريم، وحضور دروس ومحاضرات دينية، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية النسائية، وتعلم فن الطهي والطبخ أو الخياطة وغيرها من الهوايات النافعة والمفيدة، وأهم شيء الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن كان لك فيه نصيب فسوف يأتيك وأنت أقوى إيماناً وأكثر صلاحاً واستقامة، وإن لم يكن لك فيه نصيب فسوف يرزقك الله بزوج أفضل منه يكون عوناً لك على طاعته ويعوضك عن هذا الشاب، ويكون سبباً في دخولك إلى جنات الله ورضوانه، ويجمعك الله به في الدنيا والآخرة.

مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق زهرة

    صحيح مية بالمية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً