الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لشاب إذا خلا بمحارم الله انتهكها

السؤال

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

الإخوة الأعزاء في استشارات الشبكة، أريد حلاً لنفسي حيث إنني شاب أبلغ من العمر 23عاماً، وألتزم بجميع الصلوات الخمس، وأكاد لا أترك المسجد بتاتاً، وأحفظ بعض أجزاء من القرآن الكريم، وأجيد قراءته بالأحكام العليا، وجميع أصدقائي من الشباب الملتزمين في المساجد، ومعظمهم متدينين، وأنا مسرور جداً لذلك، والأدهى من ذلك أني معروف لدى الجميع بأني إنسان متدين ولا يخطئ. ولكن ما إن يدخل الليل وعتمته أنسى كل ذلك، وإن قلت كل ذلك فهذا صحيح، فهو كل ذلك، فأرتكب المعاصي بكل أشكالها، من تلفاز داعر وبرامج ساخرة، وخيالات حقيرة وأفعال مخزية (كالاستمناء).

وقد حاولت كثيراً أن أصلح نفسي، ولكن شيطاني لا يتركني، فلا تمر ليلتي إلا وأرتكب عملاً شيطانياً حقيراً.

ثم يأتي الصباح فأصلي الفجر في وقته، وأكون في حالة ندم شديد، وأتهم نفسي بالنفاق تارة وأخرى بالفسق، وأخرى بالكفر -والعياذ بالله-، ثم أتوب إلى الله تعالى وأرجوه أن يغفر لي، ومن ثم أعيش نهاري ملاكاً يمشي على الأرض، ومن ثم يأتي الليل وعتمته وأكون مصمماً على أن لا أعيد الكرة، ولكني أنسى نفسي، ولا أعلم كيف يحدث ذلك. أرشدوني بالله عليكم كيف أنقذ نفسي.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / سالم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فانه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق، وأن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يرزقك خشيته في الغيب والشهادة والسر والعلانية والليل والنهار، وأن يجعلك من عباده المحسنين الذين يعبدون الله كأنه يراهم، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

وبخصوص ما ورد في رسالتك: فهذه بلاشك ظاهرة تدل على ضعف الإيمان، ويخشى عليك منها سوء الخاتمة؛ لأنه من شرار الخلق عند الله بل ومن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من إذا خلو بمحارم الله انتهكوها والعياذ بالله. فيجب عليك أن تقف وقفة صادقة مع نفسك، وأن تعلم خطورة ما تقوم به.

وسأقدم إليك بعض النصائح لعلها تساعدك في الإقلاع عن تلك المخالفات:

1- حاول أن تخرج هذه الأجهزة من غرفتك وألا تتركها عندك مطلقاً.

2- إذا كان بالإمكان ألا تنام في غرفة وحدك فذلك أفضل؛ لئلا تضعف أمام نفسك ويستحوذ عليك الشيطان ولو بصفة مؤقتة.

3- اترك باب غرفتك مفتوحاً إذا لم ينم معك أحد قدر الاستطاعة.

4- لا تدخل إلى غرفتك إلا عندما تشعر بحاجتك الشديدة إلى النوم.

5- احرص أن تنام على وضوء دائماً، وعليك بأذكار النوم بصفة يومية.

6- استمر في ذكر الله تعالى عند النوم، ولا تتوقف حتى تفقد وعيك.

7- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على التخلص من تلك المحرمات.

8- راجع الاستشارات المتعلقة بالعادة السرية (1784).

9- اقرأ في كتب (سير السلف والصالحين)، لتقارن حالك بحالهم وتتأثر بهم.

10- اجعل لك برنامجاً ولو شهرياً لزيارة المقابر وعيادة المرضى، لترى فضل الله عليك.

11- واصل العبادات التي تؤديها الآن ولا تتوقف مطلقاً؛ لأنها من وسائل النجاة.

مع تمنياتي لك بالتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً