الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب شابا وأرجو من الله أن يكون من نصيبي

السؤال

السلام عليكم.
عمري (23) عاماً ـ الحمد لله ـ محافظة على نفسي من أي علاقات تغضب الله، منذ (5) سنوات ابتليت بحب شاب متدين يعمل في محل أمام البيت، كنت أراقبه دون أن يعلم! أخلاقه تتمناها أي فتاة متدينة، أحبه دون أن يعلم، هو لا يراني، خجلي وحيائي يمنعني أن أفعل أي شيء، ولا أريد أن أغضب الله لكي يجعله الله من نصيبي.

على مدار هذه الفترة أدعو الله إن كان خيراً لي يجعله من نصيبي، وإن كان شرا لي يبعده عني، والله يعلم بي وبالذي أنا فيه من وجع وألم لا أشتكي ولا أعترض، ولكن أريد منكم نصيحة تساعدني على اتخاذ القرار.

منذ فترة أخواتي البنات تعاملن معه في عمل وقلن لي إنه على خلق ـ والحمد لله ـ أن أساسي تجاهه صحيح، أتمناه في الحلال، وأشهد الله على ذلك، كل من حولي يقول لي إنه لابد أن يعرفني وأن أذهب مع أخواتي لكي أتعامل معه ويتعامل معي في عمل ليس أكثر! ويمكن أن يحصل القبول، (والله يأتي بالذي فيه خير)، أعلم أنه يجوز لي أن أحد محارمي يمكن أن يخبره ولكن ليس لي إخوة شباب ولا أعرف محارمه، وأخاف من ردة فعله!

أتمناه زوجاً لي فماذا أفعل؟ هل أذهب مع أخواتي أم لا؟ أملي في الله.

وأنا أدعو الله أن يجعله من نصيبي، وانصحوني لوجه الله تقديرا لما أنا فيه، لا أستطيع أن أعبر بالكلام.

أرجو الرد سريعا، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني ما وهبك الله من الحياء، وأفرحني رغبتك في صاحب الدين، وأنصحك بعدم التمادي مع العواطف، أن تتأكدي من أن الشاب ليس مرتبطا.

ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك، وإذا لم يكن لك إخوان أو أعمام أو محارم يعرضوا عليه فكرة الزواج ثم يرشحونك له فيمكن أن تقوم بهذا الدور إحدى النساء الكبيرات، وذلك بأن تقترح عليه الزواج، وتسأله إن كان قد خطب فإذا اتضح أنه ليس لديه أي ارتباط فيمكن أن تقول له عندي لك الفتاة المناسبة، ونحن في الحقيقة ننصح كل فتاة بأن تقدم العقل على العاطفة وتحكم قبل ذلك عقلها وعاطفتها بضوابط الشرع الحنيف، وعليك بالإكثار من الدعاء، فإن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها، مع ضرورة أن تحرص على التقرب إلى الله بالطاعات، وذلك لأن ما عند الله من التوفيق والخير لا ينال إلا بطاعته.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وتذكري أن الله وعد أهلها بتيسير الأمور فقال: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4] واجتهدي في بر والديك وصلة رحمك، وكوني في حاجة المساكين ليكون العظيم في حاجتك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • نضال

    أنا أيضا واقعة في نفس الإشكال لأنه يريدني إرتداء الجلباب ....نعم أنا موافقة ولكن أريد إنهاء دراستي و أحصل على شهادة ليسونس و هناك أفهل ما بدى له ولكن أ نا أيضا في إستشارة معكم أخواتي وأرجو الإعانة جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً