الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ألم وحكة وجرح في فتحة الشرج.

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 25 عاماً، أعاني من ألم في فتحة الشرج بعد أن كانت لدي حكة وتجاهلتها، وقد تطور الوضع فأصبحت لا أستطيع الذهاب إلى دورة المياه من شدة الألم عند الإخراج، ولاحظت وجود الدم عند الفتحة كالجرح أو الالتهاب، وقد يكون ذلك بسبب غسول استخدمته لالتهابات الرحم؛ إذ لم أكن أعاني من شيء قبل استخدامه، فما السبب؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ FL000NH حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا أعتقد أن الغسول سيسبب لك ألماً مع دم من الشرج، وقد يسبب تهيجاً في الجلد من الخارج مع حكة، ويتحسن خلال أيام، وإن كانت مخاطية المهبل والرحم تتحمل هذا الغسول فإن الجلد يتحملها بشكل أكبر.

وما تعانينه عادة إما أن يكون شرخاً شرجياً، وهو أكثر أسباب آلام الشرج الحادة، وعادة ما يأتي للمريض بأعراض آلام شديدة في الشرج، وتدوم لعدة ساعات بعد التغوط، ويكون التغوط مؤلماً بسبب مرور البراز، والذي عادة ما يكون قاسياً على منطقة الشرج مؤدياً إلى آلام مع خروج دم مع البراز أو على الملابس الداخلية.

وقد يكون الشرخ هو جرح في مخاطية الشرج، ويكون سببه الإمساك وخروج قطع صلبة من البراز، ولو أنه قد يحصل مع الإسهال الشديد.

وفي كثير من الأحيان يحصل تقلص في معصرة الشرج تزيد من الآلام وتجعل خروج البراز صعباً، مما يجعل المريض لا يحب الإخراج ويخاف منه، وبالتالي تتفاقم المشكلة، حيث يؤدي ذلك إلى ازدياد الإمساك، ومن ناحية أخرى فإن تقلص المعصرة يقلل من دخول الدم إلى المنطقة مسبباً إعاقة الشفاء، وقد يترافق ذلك أيضاً مع حكة في المنطقة، وقد يسبب حصول التهاب ثانوي في المنطقة وحصول خراج موضعي.

والسبب الآخر هو أن يكون الشخص يعاني من بواسير، والتي عادة لا تسبب ألماً إلا أنها يحصل فيها تخثر أو جلطة مسببة ألماً شديداً مع البراز، والإحساس بكتلة صغيرة يكون لونها أزرق إن تم رؤيتها بالمرآة، وعادة ما تتحسن الأعراض وحدها تدريجياً، وتختفي خلال عدة أسابيع.

وأما علاج الشرخ فإنه عادة ما يكون تلقائياً، إلا أن هناك أموراً يجب مراعاتها، مثل تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف كالخضروات، والإكثار منها لمنع تصلب البراز، ومن الأدوية التي تحتوي على الألياف والتي تساعد على التخلص من الإمساك (Normacol، Phybogel)، ومن الأدوية التي تساعد على التخلص من الإمساك دواء (لاكتلوز) وهو يستخدم بشكل ملعقة إلى ملعقتين كبيرتين مرتين أو أكثر حتى يصبح البراز لينا.

ويجب الإكثار من الماء والسوائل لمنع الإمساك، واستعمال مغاطس الماء الساخن لمنطقة الشرج قبل التبرز، فهي تخفف من تقلص معصرة الشرج.

ولمنع الألم أثناء التبرز فإنه يوضع مرهم مخدر موضعي، مثل: (2% Jelly lidocaine)، حيث يوضع في فتحة الشرج قبل كل تغوط حتى لا يحس المريض بالألم قبل التغوط، ومن المراهم التي تساعد على التئام الشرج مراهم النتروغليسرين، فإن لم تتحسن الأعراض فيجب مراجعة طبيب مختص بالجراحة العامة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً