الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة الاستمرار على الأدوية النفسية حتى نهاية المدة الصحيحة لها حتى مع ظهور الآثار المبكرة للتحسن

السؤال

سبق وعرضت سؤالي بخصوص وجود اضطرابات علاجية داوئية؛ فلا أستطيع أن أمكث مع علاج لمدة تزيد عن شهر حتى أبدأ بالانتكاسة، وعدم ملاءمته لي، ابتداء من الريمرون، والفافرين إلى البروزاك، والسيبرام!

علماً بأني أتعالج لمدة أربع سنوات على الأدوية النفسية، المهم أن التطور المفاجئ والذي لم أكن أتصوره ـ وأحمد الله أن أكرمني به ـ أني توقفت عن العلاج، ووجدت نفسي قادراً على العيش بدونه! ولكن واجهتني بعض الأعراض، وهي:

1 ـ ضعف الشهية بشكل ملفت.
2 ـ الضيقة والقلق.
3 ـ الزهق، فما رأيكم؟

والله يحفظكم ويرعاكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زيرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

اعلم أخي أن المبدأ العام في الطب النفسي هو ضرورة أن يأخذ الإنسان العلاج بجرعة كافية وللمدة الصحيحة، علماً بأن معظم الأدوية النفسية تبدأ فعاليتها الحقيقية بعد أربعة أسابيع تقريباً من بداية العلاج.

بما أنك لا تستطيع الصبر واستعمال الدواء للفترة المطلوبة فهذا ربما يدل على استعجالك للنتائج العلاجية.

أخي، إنه لشيء جميل أنك أصبحت أكثر تكيفاً مع وضعك، مما أدى إلى تحسن في صحتك النفسية، ولكن الأعراض التي ذكرتها من ضعف في الشهية وشعور بالضيق والقلق والزهق هي دليلٌ قاطع على وجود الآثار الاكتئابية، الشيء الذي يجعلني أنصحك بقوة أن تبدأ مرةً أخرى في أخذ العلاج والصبر عليه، ومن الأفضل أن تبدأ بالدواء الذي شعرت بالتحسن عليه، وأنا أفضل في حالتك استعمال (الريمارون)؛ حيث أنه مزيل للاكتئاب والقلق، ومحسّن للشهية، ويتميز أيضاً بأنه سريع الفعالية، وجرعته هي حبة واحدة 30ملجم ليلاً، والدواء البديل هو (سبراليكس) وجرعته هي 10 ملجم ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ترفع بعدها الجرعة إلى 20 ملجم ليلاً، ومدة العلاج هي ستة أشهر.

أنت تعلم جيداً يا أخي أن هذه العلاجات هي من نعم الله علينا، ولابد أن نقدّر ذلك، ونأخذ بالأسباب، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله فتداووا عباد الله كما قال صلى الله عليه وسلم، كما أنه من المعلوم أن المرض يتطلب الصبر، والعلاج كذلك يتطلب الصبر، وحين تأتي الصحة والعافية تتطلب الصبر أيضاً من أجل الحفاظ عليها.

شفاك الله وعافاك.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً