الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات في الأخذ على يد الأخت المتعالية على والديها برفع الصوت والشتائم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أدعى محمداً، ولقد راسلتكم مرات كثيرة وأريد من حضرتكم جواباً لاستفساري، بحيث إنني مستعجل بالإجابة بارك الله فيكم، وأرجو أن تردوا علي في أقرب وقت ممكن جزاكم الله خيراً؛ لأنها مشكلة عويصة وأرجو أن تحل بإذن الله يا إخواني الأكارم.

أما بعد: فإن مشكلتي تتمثل باختصار بين أمي وأختي، حيث إن أختي لا تطيع أمي وتجادلها وارتفع صوتها عليها كما لو أنهما أختان أو صديقتان.

وباختصار كما قلت: فإن أختي قد طغت على أمي حتى إن الحال ارتقى إلى أن أختي تشتم أمي وتتعالى على أبي، فهو شبه خائف منها، وأنا لا تقدرني كأخٍ كبير، فبسببها اختلط حال أسرتنا وهي السبب، لذا أرجو من حضرتكم إيجاد حل مناسب لهذه المشكلة.

والسلام عليكم.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد نور الإسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي السائل: أسأل الله لكم جميعاً الهداية والصواب، لا أريد في البداية أن أعاتب الوالدين لأنهما من وجهة نظري السبب الرئيس في أخلاق أختك حفظها الله تعالى، فلا أدري لماذا تركوا هذه البنت تتعلم هذا الخلق وتمارسه عليهم، ثم سكتوا عنها وما زالوا كذلك؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا المنهج التربوي الكامل حيث يقول: (رحم الله رجلاً أعان ابنه على بره)، فهذا البر غير الموجود من هذه الأخت أرى -والله أعلم- بأن الأب والأم هما السبب لهذه الأخلاق، والأمر الآخر وهو مهم جداً في السؤال: أنك لم تبين لي كم عمر أختك حتى أستطيع من خلال العمر أن أوجهك وكذلك الوالدين لاتخاذ بعض الوسائل المناسبة مع عمر أختك، ولكن إليك هذه النقاط سائلاً المولى عز وجل أن ينفع بها:

- أولاً : لعل أختك لديها صديقات لهن نفس هذه الصفات وقد اكتسبتها منهن، وكما يقال: (قل لي من تصاحب أقل لك من أنت)، وأبلغ من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، وإذا كان صديقاتها من السيئات فمن الصعب أن تقول لها مباشرة: اتركي صحبة صديقاتك، فقد لا تقبل منك ذلك، لذلك الحل هو أن تبحث عن صديقات صالحات لأختك، كأن تطلب مثلاً من المهتمين والقائمين على المراكز النسائية أن يجعلوا بعض الداعيات والأخوات الملتزمات يتعرفن على أختك ويتواصلن معها، فعل الله أن ينفع بهن.

- ثانياً: لا أدري أيضاً عن أسلوب الحوار الموجود بين الوالد والوالدة، فهناك كثير من الأخطاء المنزلية سببها الأب والأم أرجو الانتباه لهذه المسألة.

- ثالثاً: لعل هناك حقوقاً تُحرم منها أختك، فهي تطالب بهذه الحقوق ولكن بطريقة غير صحيحة.

- رابعاً: أين دورك في التواصل مع أختك وبناء علاقة جميلة لتصل أنت أولاً إلى قلبها؟ فلعلها تفتح لك فتعرف بعد ذلك لماذا هي تعاملكم بهذه الطريقة؟ حاول أن تجلس معها في الساعات التي تجدها مرتاحة نفسياً وتحاورها بأسلوب محبب لها، قدم لها ما تريد، اقض لها حوائجها التي تطلبها منك، بل بادر إلى قضائها، حاول أن تشكو أنت همك لها أيضاً، فلعلها تعاني من أمر ولا تجد من تشكو له، وكل هذا يؤثر على أخلاقها تجاهكم.

- أيضاً يمكن أن تنصحها بطريقة غير مباشرة، كأن تحضر لها بعض الكتيبات التي تتكلم عن فضل بر الوالدين، وخطورة عقوقهما ورفع الصوت عليهما، وضع هذه الكتيبات في مكان تحب أن تجلس فيه مثلاً، كأن يكون الصالة، لا غرفة نومها، إنما ضع هذه الكتيبات في الصالة مثلاً على الطاولة، فلعلها أن تطلع على هذه الكتيبات فيهدي الله قلبها.

- خامساً وأخيراً: أنا أتوقع بأن هناك أمراً ما يزعج أختك، ولعل الوالدين غير متفهمين لهذا الأمر، والدور عليك، حاول أن تدخل إلى عالمها ولكن بهدوء، وذكرها بالله عز وجل الذي جعل حق الوالدين علينا، وأنه لا مبرر لها لهذه الأخلاق مهما كان تصرف الوالدين معها، وحتى تفلح في الدارين عليها بهذا الباب، وأن الله سائلها عن برها وإحسانها لهم، وبالمقابل حاول مع الوالد والوالدة أن يغيروا من أسلوبهم معها، ذكرهم بالكلمات الجميلة التي كانوا يقولونها لكم عندما كنتم صغاراً، وأخبرهم بأنكم ما زلتم في حاجة ماسة لهذه الكلمات.

والله أسأل أن يصلح أخلاقها ويرزقكم برها.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً