الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفض أم الخاطب للمخطوبة لكبر سنها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 27 سنة، أحب فتاة مطلقة وعمرها 38 سنة، وأريد أن أتزوجها، تحدثت مع أبي وأمي في هذا الموضوع، أبي وافق لكن أمي تريد أن أتزوج بنت خالتي وأنا لا أريدها، حاولت مراراً وتكراراً لكي تستجيب لرغبتي ولكنها رفضت بحجة أنها كبيرة ومطلقة مع العلم أن الفتاة التي أريد الزواج منها على دين وخلق، وكل الناس تعرف عنها ذلك، فأنا أريد حلاً لمشكلتي؛ لأني لا أريد أن أغضب أمي مع العلم أن أبي موافق ولا أريد أن أقع في ذنب عقوق الوالدين، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أستغني عن هذه الفتاة لأني أحبها وأريد أن أتزوجها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الحب الحقيقي الحلال هو ما يحصل بعد الرباط الشرعي ويحتكم أصحابه لضوابط الشرع الحنيف، وإذا كانت البنت صالحة وشهدوا لها بذلك فاجتهد في تطييب خاطر الوالدة، واعلم أن قلب الوالدة وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، فأكثر من اللجوء إلى الله الكبير المتعال، وابحث بعد ذلك عن شخصيات مؤثرة من الأعمام والعمات والخالات والأخوال من أجل أن يتكلموا بلسانك ويدافعوا عن وجهة نظرك.

ولا يخفى عليك أن الشريعة المباركة جعلت هذا الأمر بيد الفتى والفتاة، وأن دور الوالدين إرشادي توجيهي ويكسب رأيهم وجاهته إذا كان الاعتبار المذكور شرعياً، أما إذا قالوا: كبيرة، طويلة، قصيرة، سمينة، فإن هذه الأشياء لا فائدة كبيرة منها، وذلك لأن الإنسان يختار التي تعجبه وليس التي تعجب الناس، (والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

وإذا كان والدك موافقاً فاطلب منه المساعدة في إقناع الوالدة، والصواب في هذا الأمر يكون بتقديم رأي الوالد لأنه لا يتصور وجود الغيرة كما هي غيرة النساء، أما الوالدة فقد ترفض صالحة رغم صلاحها بدافع الغيرة، وأنت ولله الحمد على خير وقد أسعدني هذا الحرص الذي حملك على السؤال.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً