الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة الصبر على أخلاق الأخت الصغرى، وخصوصاً في عدم وجود الوالدين

السؤال

عندي أخت أصغر مني سناً، تتعامل معي بأسلوب غير محترم، وهي لم تتزوج بعد بالرغم من كبر سنها 37 سنة، وتهينني وتشتمني فهل لي أن أقاطعها، أم ماذا أفعل ووالدي متوفين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمن لأختك – بعد الله – إذا قاطعتها، فقدر ضعفها واصبر عليها واحتسب أجرك عند الله، وأعلم أن ضغوط الحياة عليها كبيرة، وهي أضعف منك لكونها أنثى، ولأنها أصغر منك، وحاول أن تتعرف على الأسباب الحقيقية لنفورها وسوء تعاملها معك، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، وسَهُل عليك وعلينا إصلاح الخلل والعطب.

ولست أدري ماذا تقصد بقولك بأسلوب غير محترم؟ وحبذا لو عرفنا نموذجاً للطريقة التي تعاملك بها؟ وهل هذا التعامل السيئ في كل الأحوال أم في حالات معينة وظروف معينة أو ما هي الأمور التي تثيرها؟ وهل لذلك علاقة بزوجتك أو بتأخر الخطاب عليها؟ وهل لتلك المعاملة خلفيات مادية؟ وهل .. وهل...؟

ولا شك أننا نرفض سوء الأدب في كل الأحوال، ويشتد رفضنا له إذا صدر من الصغير؛ لأن ديننا يأمر الصغير رجلاً كان أو امرأة باحترام الكبير، وأحسب أن الحكمة مطلوبة وأن في الصبر علاج، وتذكر تأثرها بفقد والديها وبالظروف المحيطة بها، واعلم أن المرأة كائن ضعيف جداً؛ ولذلك كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم بهن، كما أن المرأة قد تعبر بمثل هذه التصرفات عن ضيقها وضعفها، وقد لا يدل رفع صوتها عليك على سوء أدب بقدر ما يدل على ما في نفسها من الضيق والألم، وكثيراً ما نتهم المرأة ظلماً بأن صوتها مرتفع، وننسى أن عندها طبقات صوتية زائدة عن الرجل كما أن رفع الصوت علامة ضعف، وليست دليل قوة وليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب، وتذكر أن إحسانك لها، وصبرك عليها من البر لوالديك رحمة عليهما.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، ومرحباً بك في موقعك.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً