الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاناة الزوجة من ذكرياتها في الماضي وطريقة تعامل زوجها معها فيما يتعلق بالعلاقة الجنسية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عمري 28 متزوجة، عندي 5 أطفال، كنت أنا نتاج أسرة مفككة وغير متدينة، شخصيتي مضطربة، لا أثق بنفسي، يلازمني إحساس بالنقص دائماً، زوجي متدين وطيب، تزوجت وعمري 16، عانيت من سوء أخلاق ومعاملة أمه وإخوانه الأمرين، والآن من سنتين الحمد لله ارتحت، وأخيراً صبري آتى أكله.

مشكلتي أنني أعاني، حيث أحاول الالتزام في الصلاة، وزوجي يظنني ملتزمة ومتدينة، أحاول أصلي مرة وأنسى عشراً، وإن تذكرت أحس بشيء يمنعني، إني أخاف الله ولا أريد أن أكون من أصحاب النار.

من سنتين قمت بعمل متهور ولولا ستر ربي لي لضعت وتحطمت، كرم ربي ورحمته لي جعلني أحس بمدى الضياع الذي أنا فيه، تركت كل المعاصي وتبت منها، ولم أعد لها منذ 3 سنوات، ولكني أعاني في الصلاة.

ولا أريد لبناتي أن يكونوا مثلي، بدأت أفقد الاهتمام بكل شيء من حولي حتى بمظهري، لم يعد هناك طعم لشيء، أحس أن عيالي قد يكونون مرتاحين من دوني، سئمت تمثيل دور الأم المثالية، هم يستحقون أماً سوية ليست مثلي بشخصيتين.

ومشكلتي مع زوجي أنه لا يعترف بحقي في الفراش، يقضي حاجته ويبتعد، ونحن على هذا الحال من 11 سنة ويسبب لي ضغطاً شديداً، نبهته .. عاتبته لا فائدة.

أحس أني بدأت أفقد السيطرة، ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخت الفاضلة / أم علي .. حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

مشكلتك - أختي الكريمة - أنك تنظرين كثيراً في ماضيك وتعنفين نفسك؛ لدرجة أنك ربما تكوني أدخلت على نفسك وذاتك ما يعرف بـ (تحقير لذات) وهو شيء لا نريده لك.

ويمكنك التخلص من مثل هذا التفكير السلبي والتكيف بصورة أكثر إيجابية بأن تذكري أن زواجك قد استمر لسنوات وكان نِتاجه وثمرته خمسة أطفال، وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازاً عظيماً.

أيضاً تعانين - أختي الكريمة - من تأنيب الضمير، وهو شيء يمكن أن يستفاد منه نفسياً، إذا تداركتِ أن خير الخطائين التوابون، كما أنك ذكرت أنك تخافين الله تعالى، وهذا شيء عظيم؛ لأن الخوف سوف يقربك أكثر إلى الله تعالى، ولكنك أيضاً مطالبة أن تقرني خوفك دائماً بالأمل والرجاء.

تخوفك على بناتك - مع احترامي الشديد - من وجهة نظري لا أرى أنه في مكانه حيث إنك لست بالسوء الذي تعتقدين.

أما فيما يخص مشكلتك مع زوجك بخصوص المعاشرة الزوجية فهذا أمر يجب أن تناقشيه مع زوجك حين يكون حسن المزاج، وأن تطرحي مشكلتك بكل ذوق ومنطقية، وأرى إن شاء الله أنه سوف يتفهم وضعك، وإذا لم تسر الأمور بالطريقة المرجوة، فيمكن مقابلة أحد المرشدين النفسيين المتخصصين في الإرشاد الزوجي، وإذا كنت هنا بدولة قطر فنحن على استعداد أن نقدم لك مثل هذه الخدمة.

نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ييسر أمرك ويشرح صدرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً