الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرورة احترام الشاب مشاعر أهله وفهم وجهات نظرهم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعرف كيف أتعامل مع أهلي، مع أمي وأختي؛ إذ إنني لا أجد أي عامل مشترك بيني وبينهم، أفكاري بعيدة عنهم، وأشعر بألم لهذه الغربة التي بيني وبين أهلي.

ولكنهم لا يفهمون رغباتي وطلباتي، لا أعجبهم بأي شكل من الأشكال، أنا لا أستطيع أن أكون كما يريدون، كيف أوفق بين نفسي وبينهم، وكيف أحسن علاقتي بهم؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الأخت الفاضلة/ ورد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.

أختي الفاضلة!
أصابع اليد الواحدة ليست متساوية، والناس معادن تختلف صفاتهم وميولهم كاختلاف المعادن من ذهب وفضة وحديد ونحاس، ولكن علينا أن نبحث عن الجوانب المشتركة فننميها ونركز عليها، وكل إنسان عليه أن يحترم مشاعر الآخرين، وهذا ثمن وجود الإنسان في جماعة، فلابد من أن يحتمل ما لا يعجبه من أجل أن يصبر الناس عليه أيضاً.

أنت الآن -ولله الحمد- أصبحت كبيرة وواعية، وطبعاً متعلمة، فالمطلوب منك الصبر خاصة مع الوالدة حتى تفوزي برضاها، ولاشك أن هناك طريقة مختلفة في التفكير بين الأجيال، ولكننا نحتاج إلى أن نتعلم من الآباء والأمهات والأجداد كيف تكون الشفقة والحكمة في التعامل مع الناس، فهم مع قلة علمهم لهم تجربة كبيرة اكتسبوها من مدرسة الحياة.

في مرحلة المراهقة وما بعدها تبدأ شخصية الأبناء في الظهور، وقد تعجبهم المخالفة والتمرد على القديم المألوف، وهذه نقطة صراع، وحتى نتمكن من تحسين العلاقة معهم لابد من تقديم تنازلات، فحاولي أن تتفهمي وجهة نظرهم، وخاصة الوالدة فهي أكثر حرصاً في المحافظة على القديم ولا تعجبها أن تكون ابنتها على ألسن الناس الحديث عنها.

أرجو أن نحترم نحن الشباب مشاعر الناس والأهل، فليس من المصلحة التمرد على أعراف المجتمع إلا إذا كانت مخالفة لتعاليم الإسلام، وحتى عندما تكون مخالفة، فلابد من تدرج ورفق في تغييرها، حتى لا يصبح الإنسان مثاراً للنقد.

أرجو ألا تشعري بالضيق من هذا الأمر فغداً ستخرجين إلى بيتك، وهناك سوف تحددين الطريق الذي تفضلين السير فيه، ولكن الصبر مطلوب مع الأخت والوالدة والجيران والزميلات، وغداً عليك الصبر مع الزوج والأبناء والأصهار، ومن يتصبر يصبره الله، والحياة فيها صعاب، وآثار تلك الأزمات كبيرة على أفراد البيت الواحد ولكنها تختلف من شخص إلى آخر حسب الشفافية والاستعداد النفسي لكل شخص.

هذا الذي أرجو أن تقدريه في تعاملك مع الناس أجمعين.
والإنسان لا يستطيع أن يرضي جميع الناس مهما بذل، ولكن ليسعهم منا بسط الوجه وحسن الخلق.
والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً