الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تعامل الزوجة مع الزوج ذي المشاعر الباردة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي أني أحب زوجي، وأتفانا في إسعاده بكل الطرق، غير مقصرة في أي واجب لزوجي وهذا ليس رأيي ولكن رأيه أيضاً، ولكن المشكلة أنه بارد كالجليد لا يريد الجلوس معي في المنزل، فهو من النوع الذي يجعل المنزل للأكل والنوم فقط، رغم أني أحاول أن أجذبه إلى المنزل بكل طريقة ولكن دون جدوى يعتذر ويقول أنا متعود على الخروج، لي معه أربع سنوات وهو على هذا الحال رغم أنه مستقيم وأعلم أين يذهب، ولكن لا يريد الجلوس معي فقط يريد الجماعات وغير ذلك، لا يبوح لي بأي مشاعر رغم أني صريحة معه وأحاول أن أناقشه إذا كان لا يريدني ولكنه يقول لا، إنني أريده ولكني أشعر أن كل شيء عادي، وعندما يسمع من أحد امتدحني يبدأ بتحطيمي ويفرح عندما أغضب، لا أدري ماذا أفعل؟ أشعر أني بدأت أفقد صبري، خاصة أنه خارج المنزل متحدث لبق ويحوز على إعجاب الكل ومرح، ويرفض أحد تصديقي بأنه داخل المنزل عبوس جامد ممل غير مبالي بي، صدقوني لو قلت لكم: إني لم أسمع كلمة حلوة منه، ولا تخرج الكلمة منه إلا بالجر؛ رغم أني لا ينقصني شيء بشهادة الجميع، جميلة ومرحة وأقوم بواجباته على أكمل وجه.
فساعدوني أرجوكم فقد تعبت.

الإجابــة

الأخت الفاضلة/ بلسم حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ؛؛
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.

أختي الكريمة: بشرى لك، بالثواب الجزيل بإذن الله وبحسن العاقبة على قيامك بحقوق الزوج وسوف يعوضك الله عن كل معروف وخدمة تقدميها لهذا الزوج براً ونجاحاً في الذرية، وأسأل الله لك دوام التوفيق.

وأنا أعتقد أن هذا الزوج عنده مشاعر طيبة تجاهك، ولكن وبكل أسف كثير من الأزواج لا يحسنون التعبير عن الأشياء التي في نفوسهم، مع أن إظهار مشاعر الود أمر مهم جداً عند النساء، ولا تظهر تلك المشاعر إلا عند الأزمات وقد شاهدنا رجالا كبارا في السن، وقد ظهرت عليهم لوعة الفراق عند فقدان الزوجة أو غيابها.

والمرأة تهتم بمشاعر الود وتفرح إذا وجدت من يثني عليها ويهتم بإنجازاتها ولون ثيابها وطعم طعامها، وقد ثبت عند علماء النفس أن الثناء العام لا يكفي بل لابد من الخوض في التفاصيل ومدحها واحدة بعد الأخرى.

وأرجو أن تختاري بعض الكتب والأشرطة التي تناولت هدي النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله حتى يـتأثر هذا الزوج، ويغير هذه الطريقة وحتى يحدث ذلك أرجو أن تصبري فهذا حال كثير من الأزواج والبيوت عندنا معشر المسلمين لا تبني على الحب وحده ولكن على الإيمان والأخوة، وبناء الأجيال.

وكل إنسان فيه عيوب وله محاسن، والمنهج الصحيح هو أن نغمر السيئات القليلة في بحر الحسنات ولهذا كان التوجيه القرآني (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ))[البقرة:216]، (( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ))[النساء:19] وهذا قول النبي صلى الله على وسلم: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)، وهكذا الزوجة أيضاً فقد تكره المرأة فيه بروده ولكن تجده مصلياً وفياً لزوجته حريصاً على طعامها وشرابها، معيناً لأهلها، إلى غير ذلك من المحاسن.

ونذكر هذا الزوج بأن أولى الناس بابتسامته وانبساطه هم أهله وخاصة الزوجة وهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

ولا شك أن ثناءك - أختي الكريمة - عليه وتشجيعك له له أثر؛ لأن بعض النساء لا تعطي زوجها ما يجده خارج المنزل من تشجيع بل ربما حطمته من حيث لا تشعر، وكثير من الرجال يعاني من عدم معرفة أهله لقدره، وهذا يؤثر على سلوك الرجل بلا شك، والنقد الكثير والتجريح يجعل قلب الزوج ينفر من البيت، وقد قال بعضهم الرجل عبارة عن طفل كبير، كما أرجو مشاركته في مشاعره فلا تفرحي إذا كان غضبان وهو كذلك مطالب بذات .

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر س.ا.ا

    الله معكى اختى الكريمه لان حالك يشبه حالى فزوجى مثل زوجك ولكن ليس بوسعنا سوى الصبر

  • مصر شهد

    انازوجى نفس الشخصية اللى بتحكى عنها الاخت وانا عملت كل حاجة بس بردةمش لاقية اى ردفعل ولا حتى احساس بالحب التعامل معه ازاى اتجنبة فترة ولا اتكلم معاة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً