الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري المتعلق بالوضوء وكيفية علاجه سلوكياً ودوائياً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا مريضة بالوسواس القهري لأبعد الحدود، لدرجة أني أتوضأ في نصف ساعة أو أكثر، واليوم دخلت لأتوضأ فبقيت تقريباً ساعة إلا ربع ولم أتوضأ، وبعد ذلك تعبت وأحبطت، وجاء أخي وعرض علي أن يساعدني، ولكني رفضت لأن أخي نادراً ما يوافق أن يساعدني، فأنا أطلب منه كثيراً ولا يرضى، وأخذت أبكي طول اليوم على صلاة الظهر التي فاتتني، ولم أستطع أن أصلى باقي اليوم.

هل أنا بذلك أعتبر كافرة نظراً لأني رفضت مساعدة أخي؟ وعطلت على نفسي الصلاة هذا اليوم غصباً عني ، وماذا أفعل للتكفير عنها؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.

أولاً: لا نعتقد أنك بقصدك كلمة الكفر أنك قد خرجت من الملة ولاشك أنك بفضل الله في حضيرة الإسلام.

والوساوس القهرية مهما كانت كفرية في محتواها خاصة التي تتسلط على صاحبها فيما يخص الذات الإلهية لا تؤدي إلى الكفر مطلقاً حسب ما أفتى المشايخ جزاهم الله خيراً لأن محتواها ذو منشأ مرضي وعليه كل ما يقوم على الباطل فهو باطل.

الوساوس القهرية منتشرة جداً في مجتمعاتنا الإسلامية وهي ليست دليلا على ضعف الإيمان أو خلل في العقيدة، وبفضل من الله حصل تقدم كبير جداً في علاج هذه الظاهرة العصابية و(90 – 95%) من مرضى الوساوس يتم شفاء حالتهم تماماً بإذن الله أو على الأقل تتحسن أحوالهم.

أتفق معك تماماً أن الوسواس القهرية مرض مزعج ولا يخلو من ذكاء، حيث يمكنك أن تحاصريه من جهة، ولكنه يأتيك من الجهة الأخرى.

والعلاج يتمثل في تحقير وتتفيه والمحاولة الجادة لمقاومة الفكرة أو الدافعية أو العمل الوسواسي.

وفي مثل حالتك أرجو أولاً حين الإقدام على الوضوء أن تحددي كمية الماء في إناء ولا تتوضئي من الماسورة (الحنفية) مطلقاً، ثم اطلبي من أحد إخوانك أو محارمك أن يصب لك الماء مثلاً عند غسل اليدين وغيرها، بشرط ألا يتجاوز وقت الوضوء خمس دقائق، أرجو أن يتكرر ذلك لمدة أسبوع ثم تقومي لوحدك بتحديد الزمن مع تحديد كمية الماء وسوف تجدي أن الأمر أصبح أكثر سهولة بإذن الله.

ولا يشترط عليك في هذه الحالة أن تعيدي الوضوء مطلقاً مهما كانت درجة الشك وأن لا يتجاوز الوقت أيضاً (الخمس دقائق).

العلاج الدوائي يمثل أيضاً مرتكزاً أساسياً في مقاومة ومحاربة الوساوس القهرية وهناك عدة عقاقير أو أدوية مضادة للوساوس، وربما يكون أفضلها العقار المعروف باسم (Faverin)، وجرعته هي (50 مل) ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة بواقع (50 مل) أيضاً كل أسبوعين حتى تصل إلى الجرعة العلاجية وهي (200 – 250 مل) والتي يجب الاستمرار عليها في مثل حالتك لمدة ستة أشهر على الأقل، وبعد ذلك يمكن أن يخفض العلاج لتصير الجرعة (100 مل) فقط لمدة ستة أشهر أخرى.

وهناك أدوية أخرى كثيرة منها البروزال، ومن الأدوية الأقل تكلفة أحد العقاقير القيمة ويعرف باسم آنافرانيل وهذا العقار جيد وممتاز من الناحية العلاجية ولكنه يحمل بعض الآثار الجانبية التي قد لا يتحملها بعض المرضى، ومنها الجفاف الشديد بالفم.

وأخيراً نسأل الله لك الشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً