الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تردد الفتاة في قبول الزواج بسبب عدم تقبلها لأهله

السؤال

تقدم لي شخص وهو ذو دين وخلق، أمي وأبي موافقان عليه، وأحد إخوتي معترض وأنا لا أتقبل أسرة الخاطب، علماً بأنني سأسكن مع أهل الزوج، وقد اشترط أبي أن يكتب في عقد الزواج أنني أريد العمل، ولكن هذا تم رفضه من قبل الخاطب وأهله، فانتهى الموضوع ولكن بعد ذلك وافق أبي على أن لا يكتب الشرط، ولكنني لا أعرف ماذا أقرر، هل أقبل بهذا الزواج بسبب خلق ودين الخاطب أم أرفضه بسبب خلق أهله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / فاتن حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية أسأل الله العلي القدير أن يوفقك إلى كل خير، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعة الله وتنعمين في ظله بنعمة الأمن والاستقرار والسعادة في الدنيا والآخرة.

وأقول لك أختاه -رحمك الله- مما لا يخفى عليك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، فما دام الأخ الذي تقدم إليك به هاتين الصفتين، فأرى أن تستخيري الله تعالى وأن تلحي عليه في الدعاء أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن تفعلي ما يختاره الله لك، فهو لم ولن يختار لك إلا الخير سبحانه وتعالى، ولا تشغلي بالك بعدم موافقة أحد إخوانك ما دام الرجل ليس فيه من عيب يقدح في رجولته، أو يطعن في دينه وخلقه، كذلك عدم راحتك لأهله أتصور أنها مسألة وقت، وأنك بحسن عشرتك لهم، وإحسانك إليهم، سوف تكسبين قلوبهم ومحبتهم، وفوق ذلك أنت لن تتزوجي أهله، وإنما ما دام الأخ كما ذكرتِ من الخلق والدين، فلن يضيعك إن شاء الله، وستكونين معه في أحسن حال؛ لأن السعادة الحقيقة لا يمكن الوصول إليها إلا بتقوى الله، واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

سائلاً الله لك التوفيق والسداد؛ إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً