الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يماطل في دفع المهر مع قدرته.. فهل أستمر معه؟

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه من نصح، وإجابات مفيدة.

مشكلتي هي أنه تم عقد قراني على شاب ملتزم منذ 8 شهور، وهذا ما أعجبني به، ووثقت بأن هذا هو الإنسان الذي سيؤدي كل حقوقي وسأكون عنده مكرمة.

والآن وبعد مضي هذه الفترة، وقرب موعد الزواج فاتحه والدي بموضوع المهر، وأخبره أن يعطيني حقي من المهر كي أستعد للزواج، فما كان منه إلا أن غضب بعدما ذهب أبي، وعندما فاتحته مرةً أخرى بالموضوع قال لي: لست مستعداً لأدفع المهر، مع العلم أن لديه القدرة على الدفع، ولا يشكو من أي ضائقة مالية.

أريد منكم الحل، كيف يمكنني أن أستمر مع هذا الإنسان في المستقبل؟ وهل أكون آثمة إذا طلبت الطلاق إذا كان السبب أنه بخيل؟ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق فحرام عليها رائحة الجنة.

أفتوني مأجورين، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا             حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بداية أسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن ييسر لك حياةً زوجيةً مستقرةً هانئةً.

وأما ما ذكرته بخصوص عدم رغبة زوجك في دفع المهر، وغضبه من فتحك للموضوع معه، فلا أرى أن هذا كاف في طلبك الطلاق منه، خاصة وأنه شاب ملتزم وعلى علم بأمور دينه -كما تذكرين- وأن المسألة تحتاج إلى مزيد من التفاهم والتشاور؛ لأن كلامه في الواقع غير معقول شرعاً أو عرفاً، ولا يقوله إلا مجنون أو جاهل لا يعرف شيئاً؛ لذا أرى ضرورة مراجعته مرةً أخرى، حتى تفهمي سبب عدم رغبته في دفع المهر، فقد يكون فعلاً معسراً لا يستطيع الدفع الآن، فيمكن تأجيل العرس حتى يدفع، واعلمي أختاه أنه أيما رجل يتزوج امرأةً، وهو ينوي عدم إعطاءها صداقها، فهو مرتكب لكبيرة من الكبائر التي حرمها الله ورسوله.

فالأمر ليس سهلاً، ولكن كما ذكرت يحتاج إلى حكمة وصبر، وهذا أيضاً في حد ذاته ليس دليلاً على البخل، فقد يكون الشخص كريماً أو طبيعياً، ولكنه فهم الأمر خطأً، فأرجو ألا تتعجلي في طلب الطلاق إلا بعد معرفة حقيقة الأمر، والسبب في الرفض، ولا مانع من الاستعانة ببعض الأفاضل للمساعدة في حل هذه المشكلة الطارئة.

والله أسأل أن يذهب عنكم كيد الشيطان، وأن يجمع بينكما على خير، إنه جواد كريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً