الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التائب من الربا هل ينتفع بما اكتسبه منه

السؤال

حياكم الله وجعلكم الله عونا لنا أود أن أسأل فضيلة الشيخ عن فتوى كنت قد قرأتها بهذا الموقع النافع المفيد أفادنا الله به عن أنه من تاب من الربا وكان قد أخذ مالا ربويا في الماضي أن له ما قد سلف وعليه أن لا يعود إلى مثل ذلك مرة أخرى وإن كان قد تاب قبل أن يأخذ هده الأموال فعليه أن لا يأخذها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتائب من أكل الربا إما أن يكون عالما بتحريم الربا، وإما أن يكون جاهلا بالتحريم. فإذا كان جاهلا بتحريم ذلك فإنه إن تاب وبيده أموال من الربا فلا يجب عليه التخلص من هذه الأموال ويكفيه التوبة النصوح لقوله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ {البقرة: 275} وأما ما لم يقبضه من أموال الربا فلا يحل له أخذها لقوله تعالى: فَانْتَهَى. وإذا كان عالما بالتحريم فإنه إن تاب فالواجب عليه التخلص من الأموال الربوية التي بيده، وإذا تاب وهو فقير فإن له أن يأخذ من هذه الأموال بقدر حاجته، ويتخلص من الباقي في وجوه الخير.

جاء في الفتاوى الكبرى لابن تيمية: ومن كسب مالا حراما برضاء الدافع كثمن الخمر ومهر البغي وحلوان الكاهن فالذي يتخلص من كلام أبي العباس أن القابض إن لم يعلم التحريم ثم علم جاز له أكله، وإن علم التحريم أولا ثم تاب فإنه يتصدق به، وإن كان هو فقيرا أخذ كفايته. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني