الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من جعل بزعمه كلمات المخلوق لا تنفد ككلمات الله

السؤال

قرأت في أحد المواقع بالنت أنه يتم تداول بالشريط الخاص بالمسجات بالقنوات الفضائية هذا المسج، وهو بالأصل الآية القرآنية رقم 109 من سورة الكهف، قال تعالى: (قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)، وقد تم تحريف كلام الله سبحانه وتعالى بهذه الآية إلى مسج يقول: لو كان البحر مددًا لكلمات حبي، لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات حبي. أستغفر الله العظيم. فما هو ردكم على هذا التعدي على حرمة القرآن الكريم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتحريف المشار إليه كفر بالله العظيم، وفاعله كافر خارج من ملة الإسلام، وذلك لأمور:

الأول: لما فيه من التلاعب والاستخفاف بكتاب الله تعالى، جاء في الموسوعة الفقهية: من استخف بالقرآن أو المصحف أو بشيء منه.. فهو كافر بإجماع المسلمين. انتهى.

الثاني: أن في ذلك التحريف المشين تشبيهاً للمخلوق الحقير بالله العظيم رب العالمين، حيث جعل بزعمه كلمات المخلوق لا تنفد ككلمات الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً، ومن شبه الله تعالى بخلقه كفر، لأنه مكذب للقرآن، قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {الشورى:11}، ولذا يحرم تداول تلك الرسالة، والواجب على المسلم إنكارها والتحذير منها والبراءة من أهلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني