الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قام بإصلاح منتدى ظاناً أن مالكه سيتوب

السؤال

أنا والحمد لله لدي خبرة في مجال الإنترنت والمواقع .. وقبل فترة تعطل أحد ساحات الحوار "المنتدى" لأحد أقربائي .. وطلب مني هذا الشخص أن أقوم بتصليح المنتدى له .. وإعادة إرجاعه للعمل ..
طبعا المنتدى يوجد فيه أقسام للغناء وصور النساء السافرات المتبرجات .. ومواضيع لا حول ولا قوة إلا بالله .. وما خفي أعظم ..
المهم أنا حاولت أن أستغل الجانب الدعوي في الموضوع وأشترط عليه التوبة له وللمنتدى على أن أرجعه له وقبل ذلك. وفعلاً قمت بإرجاع المنتدى بعون الله. ولكن فقط تم إغلاق قسم الأزياء والأغاني !!
أما الأقسام الأخرى التي تحوي كلام الحب والغزل والمزاح السافر بين الشباب والبنات فلا زالت موجودة !!
أرجوكم هل أنا أخطأت في عملي ؟
والله يشهد أني كنت صادقا وبنيت كل عملي على أنه سوف يتوب والمنتدى ايضاً ..
أرجوكم ماذا أفعل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن ما ذكرته عن هذا المنتدى من غناء وصور للنساء السافرات المتبرجات... وما خفي مما قلت إنه أعظم مما ظهر يعتبر أخطاء كبيرة، وبالتالي يكون إصلاح ما تعطل منه إعانة واضحة على الإثم والمعصية، والله سبحانه وتعالى يقول: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. {المائدة: 2}.

فكان من واجبك أن تتريث في الأمر قبل فعله! ولكن ما ذكرت أنه كان دافعا لك من الناحية الدعوية، وما اشترطته على قريبك من التوبة... قد يرجى لك أن تكون معذورا فيما حدث. والله تعالى يعلم المفسد من المصلح، ولا تخفى عليه خافية.

وعليك أن تتوب إلى الله مما حدث، وأن تواصل دعوتك لقريبك إلى التوبة؛ فقد يهديه الله بك فتؤجر بذلك أجرا كثيرا.

وليس في مقدورك بعد ما حدث أن تفعل غير التوبة، قال صاحب مراقي السعود:

من تاب بعد أن تعاطى السببا * فقد أتى بما عليه وجــبا

وإن بقي فساده كمن رجــع * عن بث بدعة عليها يتبـع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني