الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تخصيص البنات بالعطية دون البنين

السؤال

أنا لي 3 أخوات و6 إخوة وأبي كتب بأسمائنا نحن البنات منزلين للبنات فقط ولكن لضرورة زواج أخينا تنازل أخواتي البنات الثلاثة عن حصتهن وأخذت أنا حصتي نقداً، سؤالي هو: هل هذه الهبة التي أعطانا إياها أبي حلال أم حرام؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما وهبه لكن والدكن دون الذكور من أولاده يعتبر هبة باطلة على الراجح من أقوال أهل العلم، وعلى ما هو المفتى به عندنا، كما هو مبين في الفتوى رقم: 6242 ؛ لأنه يجب على الأب أن يعدل بين أولاده الذكور والإناث في العطية لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله: ... فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم... متفق عليه من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما، وقد أمر الله تعالى في كتابه بالعدل عموما، فقال: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {النحل:90}، وهبة البيتين للبنات دون البنين هو خلاف العدل الذي أمر الله به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم.

وبناء عليه فينبغي لك أختي السائلة أن تأمري والدك بالعدل بين أبنائه وبناته في العطية، فإن لم يفعل فاقتسمي المال بينك وبين إخوتك وأخواتك أو ردي المال الذي أخذتيه فهو أسلم لدينك وأفضل لك عند ربك.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى فيمن فضله أبوه بالعطية ومات الأب قبل أن يسوي بينه وبين إخوانه: الواجب على من فضل أن يتبع العدل بين إخوته فيقتسمون جميع المال الأول والآخر على كتاب الله تعالى للذكر مثل حظ الأنثيين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني