الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختيار شيخ الإسلام فيمن حاز مالا حراما ثم تاب

السؤال

أنا حاصل على بكالوريس علوم حاسب آلي، وفتحت نت كافية بعد التخرج، وهذا المكان مصدر رزقي الوحيد، وأنا والحمد لله متزوج وأعول ولكن أراد الله أن ينير بصرتي وأبحث في ديني لكي أتعلمه، وعرفت أني على ذنب بالأغاني والأفلام الموجودة على الهارد ديسك بشكل ثابت عندي على الأجهزة فمسحت كل ما عندي ولم يبق عندي إلا الالعاب والانترنت ورغم أن هذا أثر علي كثير جدا جدا في شغلي حيث إن 90 % من الداخلين للنت كافيه يريدون أن يتفرجوا على الأفلام المعروضة في السينما أو يسمعوا أغاني ولكن قلت إن الله سوف يعوضني خيرا إن شاء الله.
سؤالي عن الفترة السابقة قبل ما أمسح الأفلام والأغاني وكنت أبيع ذلك للناس، إما في سورة وقت على الجهاز أو في أسطوانة يحتفظ بها عنده، هل ذلك يعتبر لوث مالي وأصبح مالي ومطعمي حرام، ولو لقدر الله دخل مالي حرام فكيف أتخلص من الحرام الذي دخل في مالي وأكل منه أهل بيتي.
أفيدوني أفادكم الله.......

الإجابــة

ملخص:

من اكتسب مالا من كسب محرم برضى الدافع ثم تاب فاختيار شيخ الإسلام ومن وافقه أن له ما سلف.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن فتح محل للإنترنت لسماع ورؤية ما لا يحل من الأفلام والأغاني يعتبر معصية تستوجب التوبة إلى الله عز وجل، والحمد لله أن وفقك للتوبة ولتغيير المنكر، ونسأل الله لك الثبات، وننصح الأخ الكريم بمحاولة إيجاد عمل آخر يخلو من المحاذير الشرعية لأن الداخلين على الإنترنت قد يستعملون ذلك في الدخول على المواقع المحرمة، ولأن الألعاب تشتمل غالبا على الموسيقى، فهذا وغيره يدعو إلى النظر والتأمل في الاستمرار في هذا المشروع، وعلى كل حال فإذا أمكن التحكم في المواقع وخلت الألعاب من الموسيقى ونحوها من المحاذير كإضاعة الوقت في اللهو وترك الواجبات كالصلوات فلا مانع من الاستمرار في المشروع، وأما بالنسبة للمال الذي اكتسبته من وراء الأفلام والأغاني المحرمة، فإذا قدرت على التصدق بقدر ذلك المال فهذا هو الأفضل والأحوط، أما إذا لم تقدر فلا تؤاخذ بما كسبت.

جاء في الإنصاف: اختيار الشيخ تقي الدين فيمن كسب مالا حراما برضى الدافع ثم تاب؛ كثمن خمر ومهر بغي وحلوان كاهن أن له ما سلف. وقال أيضا: لا ينتفع به ولا يرده ويتصدق به وله مع حاجته أخذ كفايته. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني