السؤال
تعقيبًا على الإجابات التي أوردتموها بشأن الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض، أقول وبالله التوفيق : إن المرجع عند الاختلاف في دلالة كلمة هو لغة العرب، والقرآن كتاب مبين لا لبس فيه ويخاطب العقول بما تعي وتفهم، ولو كان المقصود ستة عصور أو أطوار كما ذكر بعض العلماء، فإنه لن يحددها بستة فقط، بل سيجعلها في نطاق علم الغيب الذي اختص ربنا بعلمه ،كما ذكر عزوجل عن عدد أصحاب الكهف، فمعنى ستة أيام التي تكررت مرارا في القرآن الكريم هي ستة أيام من أيام الدنيا وهي الأيام التي نعرفها،وأما الإشكال الذي قيل في أن الله قادر أن يخلقها بـ(كن) في لمح في البصر، فالجواب : أن الله خلق السماوات والأرض بـ(كن) والإنسان بـ(كن) والدواب بـ(كن) والزرع بـ(كن)، وإنما وقت الخلق وانفعاله يمضي حسب المقدر له ، فالله خلق الإنسان بـ(كن) ويستغرق خلقه تسعة أشهر ليتم خلقه، والله خلق الحيوان بـ(كن) ويستغرق زمنًا معينًا حسب كل كائن وكذلك كل المخلوقات.إن الله الذي يخلق الإنسان في تسعة أشهر تزيد أو تنقص، هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ليدلك على أن الزمن لا يعيق طلاقة القدرة وإنما الحكمة والتقدير وفوق كل ذي عليم عليم.