الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدافعة الوساوس والخطرات الشيطانية

السؤال

أنا بنت عندي 18 سنة أخلاقي حسنة وعلى قدر من التدين والحمد لله وطالبة فى إحدى كليات القمة، ولكن أعاني من مشكلة جنسية لا أعرف سببها الأساسي، لا يهم السبب الآن ولكن المهم الحل... أريد أن أصل لحل كي أتخلص من هذه المشكلة، مشكلتي الآن هي التفكير(التخيل) في أني أمارس علاقة جنسية محرمة.. طبيعية أو غير طبيعية مع بنت أو ولد، للأسف أعتقد أني فتاة ذات تفكير شاذ، فإني لي صديقتي - بل أختي فى الله- يحب كل منا الآخر حبا كثيراً ويؤثره على نفسه... نتعاون دائما على الخير، علاقتي بها هي السبب من قربي من ربنا. فكانت السبب فى انتظامي فى الصلاة وكانت سببا فى حفظي للقرآن الكريم ولا يجمعني بها غير كل خير، ولكن كان لي علاقة قبلها بصديقة أخرى قبل أن أعرف الطريق المستقيم كانت علاقة صداقة ولكنها اقتربت من الشذوذ فى نهاية الأمر ولكن -والحمد لله- رزقني الله بهذه الأخت التي كانت سببا فى بعدي عن هذه العلاقة وقربي من الله، وقد سبق لي أيضا علاقة بقريبتي التي تصغرني بعامين وكان ذلك حتى سن 14 تقريبا وكانت شبه علاقة شذوذ كاملة، وكنت أمارس العادة السرية ولكن كنت قد تبت منها منذ عامين (الآن أضعف أحيانا وأكاد أن أفعلها ثانية، ولكن أتوقف قبل أن أصل للإحساس باللذة، يحدث هذا عند مشاهدة شيء مثير على التلفزيون أو النت على سبيل الصدفة فأنا لا أبحث عن هذا ولا أود أبداً الرجوع إليه)، أما عن الجنس الآخر فقد تعرضت فى صغري لبعض حوادث التحرش من أخي الأكبر وكذلك من ابن خالتي الذى هو أكبر مني بـ 9 سنوات، ولكن أحيانا كان دون أي اعتراض مني أو شبه تلذذ بما أشعر، ندمت كثيراً وكثيراً على كل ما فعلت أو فعل بي وأنا راضية، أرجو أن يكون سامحني الله على هذا، وأرجو منكم مساعدتي لأني كدت أن أجن من نفسي، فأنا أصبحت يائسة من الشفاء من كل ما أنا فيه، لا أعرف كيف أتوقف عن التفكير فى العلاقات الشاذة هذه والتي تكون في أحيانا كثيرة أتخيلها مع صديقتي وأختي التي هي دائما بجانبي وتدفعني دائما إلى الأمام ولا تفعل أي شيء يكون سبب فى ما أنا فيه، فأنا أثار من أقل شيء أو حتى لا شيء، كنت قد وصلت لمرحلة أني أكره أن أرى علاقة جنسية -فى التليفزيون مثلاً- وكنت قد أصبحت إنسانة تفكر فى حياتها التي تحياها وفى دراستها وفى علاقتها مع ربها ولا شيء أكثر من هذا، ولكني عدت إلى هذا الطريق المظلم، فأرجوكم أعطوني حلا.. أنا أتعذب وصديقتي تتعذب لأنها تعتقد أنها السبب فيما أنا فيه، فهل هي حقاً السبب، وكيف أعرف هذا، وإن كان فعلا هذا هو السبب فما الحل كي أتخلص من هذا دون الفراق أو البعد عنها، لأننا حقا أخوات في الله، فأرجوكم أنقذوني؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

يجب عليك أن تجاهدي نفسك وتدافعي هذه الوساوس الشيطانية وتشغلي نفسك بما ينفعك، وعليك الابتعاد عن كل ما يثيرك، ولا بأس أن تعرضي نفسك على طبيب مختص، واعلمي أن هذا ابتلاء من الله لك، فالزمي الأعمال الصالحة وتوبي كل ما وقع منك ذنب، وإياك واليأس من رحمة الله ومن شفائه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية نسأل الله الكريم أن يصرف عنك السوء، ويعافيك من هذا الداء، ثم عليك بمعرفة سبب دائك المذكور، فتشخيص الداء نصف الدواء كما يقال، ولا بأس في أن تعرضي نفسك على طبيب مختص، فربما كان ما بك مرضاً عضوياً، يحتاج إلى بعض الأدوية ويذهب ما بك إن شاء الله.

ولكن على كل حال يجب عليك أن تجاهدي نفسك وتدافعي هذه الوساوس والخطرات الشيطانية، وتشغلي نفسك بما ينفعك، وعليك الابتعاد عن كل ما يثيرك من وسائل كالإنترنت والتلفاز، ومن زميلات ولو كانت تلك الأخت الفاضلة منهن، فإن السلامة لا يعدلها شيء، واعلمي أن هذا ابتلاء من الله لك فالزمي الأعمال الصالحة فإن الحسنات يذهبن السيئات، وتوبي كل ما وقع منك ذنب فإن التوبة تمحو ما قبلها، ولا تزالين على خير ما جاهدت نفسك، والله تعالى يقول: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}، وإياك واليأس من رحمة الله ومن شفائه، وينبغي لك الاهتمام بدراستك والارتفاع بمستوى تفكيرك إلى معالي الأمور ومهماتها، وأهمها رضا الله سبحانه وتعالى وجنته.. سائلين الله سبحانه أن يلهمك رشدك ويقيك شر نفسك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني