الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السير في الطريق التي بها حانة خمر

السؤال

أنا أعمل أستاذة في مكان بعيد عن المنزل وأذهب مع أبي بالسيارة وفي الطريق توجد حانة للخمر ما حكم سيرنا على تلك الطريق رغم أنه توجد طريق أخرى تؤدي إلى المدرسة ولكن صعبة السير ماذا أفعل؟ وشكراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

لا مانع شرعاً من السير في الطريق التي بها حانة خمر إذا كانت أسهل أو أقرب من غيرها، وعلى من مر بها أن ينكر المنكر ولو بقلبه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كره أهل العلم المرور على أماكن أهل المعاصي والسيئات والمعذبين وذلك لما جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر بمكان ديار ثمود الذين أهلكهم الله تعالى فقال لأصحابه: لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم.

قال الحافظ في الفتح: فكأنه أمرهم بالتفكر في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض وإمهالهم مدة طويلة، ثم إيقاع نقمته بهم وشدة عذابه لهم، وهو سبحانه مقلب القلوب فلا يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى مثل ذلك.

والتفكر أيضاً في مقابلة أولئك نعمة الله بالكفر وإهمالهم إعمال عقولهم فيما يوجب الإيمان به والطاعة له، فمن مر عليهم ولم يتفكر فيما يوجب البكاء اعتباراً بأحوالهم فقد شابههم في الإهمال، ودل على قساوة قلبه وعدم خشوعه فلا يأمن أن يجره ذلك إلى العمل مثل أعمالهم فيصيبه ما أصابهم. اهـ

وعلى هذا، فينبغي للمسلم إذا مر بأماكن أهل المعصية أن يتعظ ويعتبر ويجدد التوبة ويحمد الله تعالى على نعمة الإيمان، ويسأله المزيد من إنعامه والعون على شكره... ولا يلزم من ذلك ترك تلك الطريق السهلة واللجوء إلى الطريق الصعبة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أصحابه بذلك عندما ما مروا في طريقهم على ديار ثمود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني