الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من صلى بالتيمم جمعا وعلى مقعد

السؤال

أنا مسلم أعيش منذ عهد قريب في أوروبا, حدث معي أني كنت في العمل, والنهار هنا شتاء قصير, وأصلي في كثير من الأحيان جمع (عصر وظهر خاصة) , حدث معي أني مرة لم أصل لانشغالي بالعمل ووجودي في مكان غير مناسب بالأصل أبدا للصلاة, وعندما خرجت للمنزل كان باقيا وقت قصير جدا, فقمت بالتيمم على الطريق ( لم يكن أيضا تماما صحيح) وصليت الظهر والعصر جمعا في الطريق ( طبعا على مقعد) قبل دخول المغرب, فهل الصلاة مقبولة. أم يجب الإعادة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

من الواجب على المسلم المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها، وليس الانشغال بالعمل بمبرر للتهاون بالصلاة أو تضييعها، فلا خير في عمل يشغل عن الصلاة. والجمع بين الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء جائز عند الحاجة إذا ترتبت على عدمه مشقة معتبرة، ويتعذر عدم وجود مكان مناسب للصلاة لأنها تجزئ في كل مكان طاهر، فبالإمكان أداؤها في المكاتب أو الأماكن العامة كالحدائق والساحات ونحوها، ولا يخجل المسلم من أدائها بسبب نظر الآخرين إليه، فالمسلم دائما معتز بدينه متمسك به مهما كانت الأحوال والظروف. والتيمم مشروع عند حصول بعض أسبابه كالمرض أو عدم الماء مثلا، ويكون بالتراب، وله شروط وأركان لا يجزئ بدونها. والصلاة على مقعد السيارة أثناء المشي لا تجزئ إلا في حالة الضرورة الملجئة لذلك، كالخوف على النفس أو المال ونحوها من الأعذار.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في شأن التهاون بها أو تضييعها. قال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5} وقال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً {مريم:59} وعليه؛ فالواجب في حق السائل المحافظة على أداء الصلوات في أوقاتها ويحرم عليه التهاون بها أو تضييعها، وليس الانشغال بالعمل بمبرر لذلك فلا خير في عمل يشغل عن الصلاة.

وبخصوص الجمع بين الظهر مع العصر لأجل الانشغال بالعمل وحصول الحرج بأداء كلتا الصلاتين في وقتها فهو جائز عند بعض أهل العلم كالحنابلة. وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 60645.

والصلاة يجزئ أن تؤدى في كل مكان طاهر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا. متفق عليه. بل ويجوز في غير الطاهر إن لم يوجد غيره، وبالتالي فيتعذر عدم وجود مكان مناسب لها، فيجزئ أداؤها في المكاتب أو الأماكن العامة كالحدائق والساحات، ولا يخجل المسلم من أدائها في تلك الأماكن بسبب نظر الآخرين له، بل يكون دائما معتزا بدينه متمسكا مهما كانت الأحوال والظروف.

والتيمم إنما يشرع عند حصول بعض موجباته من مرض أو عدم ماء ويكون بالتراب وله شروط وأركان لا يجزئ بدونها، وبالتالي فإذا كان تيممك مخلا بشرط أو ركن فغير مجزئ والصلاة به باطلة تجب إعادتها. وراجع التفصيل في الفتاوى التالية أرقامها: 10469، 64048، 12699.

وإن كنت جمعت الظهر مع العصر على مقعد السيارة فالصلاة أيضا غير مجزئة إلا في حالة الضرورة الملجئة لذلك؛ كالخوف على النفس أو المال ونحوهما من الأعذار المبيحة لذلك، والتي تقدم بيانها في الفتوى رقم: 9766.

وإن كانت الصلاة على مقعد مستقر على الأرض وأديتها وأنت قائم فهي صحيحة وراجع الفتوى رقم: 49354.

وقبول الطاعات التي يعملها المسلم أمر غيبي لا يمكن الجزم به لكن يسن لفاعلها رجاء قبولها، كما تقدم في الفتوى رقم:97007.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني