الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاريع البناء التي لا يحصل عليها إلا بالرشوة

السؤال

السادة المشايخ جزاكم الله ألف خير هذا سؤالي:
أنا شاب أمتهن مهنة المقاولة في البناء مند 3 سنوات إلا أنه وفي الآونة الأخيرة طغت على هذه المهنة في بلادنا مفاهيم جديدة تتمثل في الرشوة و المحاباة والمشاركة في المشاريع وقد تقدمت لإحدى المؤسسات العسكرية من أجل وضع ملف قصد الحصول على مشاريع البناء وهذا عن طريق الوساطة من أحد الأصدقاء لكن قيل لي إن المسؤول المباشر عن تقديم المشاريع وكما عوده السابقون وربما اللاحقون يأخذ مكافآت مالية بعد الانتهاء من إنجاز المشاريع مع العلم أنه لا يشترط مبلغا معينا بعينه ولكنه بعد أي إنجاز ينتظر من المقاول مكافآت مالية مقابل مساعدته على الحصول على مثل هدا النوع من المشاريع .
لهذا أريد من سيادتكم الفاضلة تنويري هل ما سأقوم به مستقبلا هو رشوة؟ وما حكم مثل هذه المعاملات؟ وهل أتوقف عن مهنة المقاولة في حالة اشتراط مثل هذه الشروط. وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن تقاضي المسؤول مكافأة مالية من المقاولين أو اشتراطه أن يشاركهم مقابل مساعدتهم في الحصول على مشروع يعتبر رشوة يحرم بذلها وقبولها، لما في ذلك من خيانة الأمانة وظلم الآخرين، هذا من حيث الأصل، لكن إذا كنت أحق بهذه المشاريع من غيرك نظراً لجودة المواصفات التي تقدمها ورخص الأسعار ونحو ذلك، وكنت على يقين من أنه ليس في المتقدمين من هو مساو لك فيما ذكر، ولم تجد وسيلة للحصول على المشروع إلا بدفع رشوة، فلا حرج في ذلك لأنك تتوصل بذلك إلى حقك دون أن تبطل حق غيرك، والإثم في ذلك على الآخذ دون المعطي. وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم:6257، والفتوى رقم: 1713.

وبهذا تعلم أنه لا يلزمك التوقف عن مهنة المقاولة، إنما يلزمك أن تتوقف فقط عن الرشوة حيث لا يجوز لك بذلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني