الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب الخلع من حقوقك في هذه الحالة

السؤال

أرجو من سيادتكم السماح لي بسرد مشكلتي الطويلة والعويصة أنا امرأة متعلمة وعاملة (طبيبة أسنان) تزوجت من فترة من رجل ليس بالمثقف لكنني أحببته و لم يكن فارق الثقافة يعني لي مشكلا في البداية. زوجي رجل خشن لا يعاملني معاملة حسنة رغم كل المحاولات التي قمت بها لفهم المشكل الموجود بيننا لم أستطع توضيح الأمر منذ بداية زواجنا لم أحس بسعادته بي لكنني تفهمت الأمر بتخوفه من عدم استطاعته بالقيام بالمسؤولية الزوجية و تحملت الأمر زوجي لا ينفق علي بل الأب (حماي) من ينفق على كل أهل البيت اتفقت معه منذ البداية على العمل و إنني لا أقبل منه أبدا أن أحرم من ممارسة عملي كطبيبة أسنان مهما حدث و إنني أستطيع التوفيق بين أشغال البيت وعملي أصلا دوامي نصف اليوم فقط. مع هذا و بعد اشتداد المشاكل المختلقة من طرف زوجي حرمني منه و من أجل أن أحصل على الرضى قررت بطلبه طبعا إعطاءه ثلثي الراتب لكنه لم يكتف و يريدني أن أنفق ما تبقى على حاجياتي و يقول إنه لا ينفق على امرأة أعطاها كذا و كذا من المال (يعني المهر). ضربني لأني منعته من أخذ المال الذي ادخرته من راتبي. يذلني لأتفه الأسباب و يريدني أن أدفع مستحقات الكهرباء و الغاز الذي أستعمله في هذا البيت.... و معاملته كثيرا ما تكون جاحدة للجميل أعني أني في البيت أعيش مع أهله و أقوم بطلبات الجميع من الغسل و المسح و طهو و أتحمل تدخلات حماتي في كل شؤوني الصغيرة و الكبيرة و مع ذلك الكثير لا تكفي صفحات أن أحكي كل المآسي . المهم طلبت الطلاق بعدما عشت في جو من المشاحنة. زوج يعاملني في فراشه كعاهرة لا يمتعني، و حماة تظن أن ابنها انتقى لها خادمة لكن زوجي لم يرد أن يطلقني بل حسب قوله فأنا لست امرأة و لست طبيبة و لست متخلقة رغم مواظبتي على الصلاة في وقتها حتى صلاة الفجر و وضعي بعد زواجي للحجاب. بعد مدة من عيشي بهذه الطريقة بدأت الحياة تزداد سوءا بوضعه لي شروطا للخروج و الدخول و بعدها شروطا للسماح لي بمواصلة العمل أصبحت تحت وطأة التجسس و كل ما أقول شيء يأمرني أن أصمت و إلا يوقفني عن مزاولة عملي. اخيرا قال إنه سوف يطلقني إن خرجت ففعلت و طلقني لكنه بعد أن ذهبت إلى بيت أهلي بعث لي بطلب العودة فرفعت دعوة خلع عند القاضي مشكلتي هي : هل في طلبي للطلاق إثم في هذه الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

إذا كان الأمر كما وصفت من امتناع الزوج من النفقة عليك، وعدم تحصيل مسكن مستقل بك فلك طلب الطلاق منه، لاسيما إذا بلغ الحال بك إلى درجة تتضررين فيها من البقاء، وليس عليك تحمل ظلمه لك ؛ فإن الله لا يكلف نفسا الا وسعها، قال عز وجل: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ {البقرة: 229} ولا إثم عليك في طلب الطلاق في هذه الحالة.

جاء في المغني لابن قدامة: والمرأة إذا كانت مبغضة للرجل، وتكره أن تمنعه ما تكون عاصية بمنعه فلا بأس أن تفتدي نفسها منه. وجملة الأمر أن المرأة إذا كرهت زوجها لخُلقه أو خَلقه أو دينه أو كبره أو ضعفه أو نحو ذلك، وخشيت أن لا تؤدي حق الله تعالى في طاعته جاز لها أن تخالعه بعوض تفتدي به نفسها منه. اهـ

علما بأنه لا يحق لزوجك شيء من مالك إلا بطيب نفس منك ، كما أنه لا يجوز له الإخلال بما اشترطت عليه من عملك كطبيبة من غير سبب معتبر شرعا .

ولمزيد للفائدة راجعي الفتوى: 80444

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني