الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التسريح بإحسان بعد استنفاذ وسائل العلاج

السؤال

أنا متزوج مذ سنة ونصف وزوجتي لا تجيد أي شيء في فن العلاقه الزوجية من ناحية الاهتمام بالبيت والأسرة إلى جانب برودها التام معي وعدم سماع كلامي مما جعلني أغير معاملتي لها فبعض الأوقات لا أستطيع تمالك أعصابي ويمكن أن أضربها وأسبها، مع العلم بأني لست مقصرا في أي شيء من واجباتي كزوج وهذا باعترافها هي إلى جانب أنها كانت على علاقه برجلين من قبلي وهي الآن حامل مني واشتدت المشاكل بيننا إلي جانب أني قد جلست مع أهلها من قبل وكان يعدوني بالتغيير ولكن لم يحدث إلى جانب أنها تعلم أهلها بكل أسراري الخاصة، وقد جعلت أخاها يقوم بالتعدي علي عندما ذهبت لأخذها لمنزلي وقامت بطردي مما جعلني أحكي لأهلي عن علاقاتها السابقة، فماذا أفعل الآن هل أطلقها وهل أنا ظالم فهي تتهمني بالظلم وقذف المحصنات ولكن أنا مستاء من تصرفاتها فهي تعاند معي في كل شيء ولا أشعر بالحب والحنان معها فهي تجافيني في أغلب الأوقات ونادرا ما أجدها إلى جانبي وتفضل أهلها علي دائما ولا تهتم بأي غلط يحدث من أهلها تجاهي إلي جانب أنها في الفترة الأخيرة أحيانا ترفض إعطائي حقوقي الزوجية في الفراش ومع العلم أيضا أني أسافر وأعمل شهرا وأرجع شهرا، ففي فترة سفري تخرج أحيانا بدون إذني مع تنبيهي عليها ألا تقوم بذلك وأيضا لا تطيعني وعندما أغضب عليها تغلق السكة في وجهي وتجعل أمها ترد علي مما يؤدي في النهاية إلى تفاقم المشكلة، مع العلم بأني جلست كثيراً مع أهلها لكي يقوموا بتوجيهها وإعلامها بمتطلبات الحياة الزوجية، لكنها تتهمني بأني أفضحها، مع العلم بأن هذه ليست نيتي إضافة أني لم أضربها أو أسبها غير ما يحصل في المفاوضات ومحاولة إعلامها بغلطها لكني آخر واحد تنصاع لكلامه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه الأخطاء والخلافات يمكن حلها ومعالجتها بحكمة ورزانة بعيداً عن السب والشتم والضرب، إذ لا يجوز ذلك شرعاً إلا في حالة واحدة وهي عند نشوز الزوجة وعدم استجابتها للوعظ وعدم تأثير هجرها في المضجع، حينئذ أباح الله للزوج أن يضربها ضرباً خفيفاً غير مبرح، والأولى ألا يلجأ إلى ذلك إذا كان سيؤدي إلى ما هو أعظم منه، وليسلك في علاج الأخطاء السبيل الحكيم في ذلك مع الصبر والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه، والمناصحة فيما لا يمكن فيه ذلك، وعدم إشراك طرف ثالث سواء أكان أهل الزوج أو أهل الزوجة في تلك المشاكل البسيطة لأن ذلك مما يزيدها ويشعبها في الغالب.. ولا يجوز لها الخروج من بيتك دون إذنك أو الامتناع من إعطائك حقك في الفراش إلا لعذر كمرض أو خشية وقوع ضرر ونحوه، فينبغي أن تبين لها ذلك كله بحكمة ورزانة، كما ينبغي أن تعتذر إليها وتستسمحها مما ذكرت عنها، فما لك أن تتكلم عن عرضها، بل يجب عليك سترها سيما إذا كانت قد تابت إلى الله من ذلك وأقلعت عنه.

وأما الطلاق فلا ننصحك به ولا ينبغي اللجوء إليه ما لم يستحكم الخلاف والشقاق وتستنفذ كل وسائل العلاج، ولكن إن أمسكتها فأمسكها بمعروف وإن سرحتها فسرحها بإحسان، وإن سرحتها بإحسانٍ فلا تعتبر ظالماً لها، وللمزيد راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8513، 100754، 79539، 98335، 58597.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني