السؤال
أنا يا سيدى لا أستشعر نعم الله علي وعلى العكس فأنا متذمر دائما وهبني الله زوجة يحسدني عليها أي رجل ولكنني أكرهها بدون سبب وأبحث طول الوقت عن الحب مع أي امرأة غيرها مهما كانت قبيحة أو سيئة الخلق ولا يوجد تصرف يمكن أن يجرح أو يهين كرامتها إلا وفعلته، ومنحني الله أولادا يحسدني الجميع على أخلاقهم وتفوقهم، ولكني أعاملهم أسوأ معاملة والعكس أعامل أي ولد بحنان شديد خصوصا لو أمه معنا ولي عمل يحسدني الكل عليه ولكنى متذمر منه وأبحث عن غيره، فهل هذا غضب من الله علي وأشعر أن قلبي قد طبع الله عليه، فمهما أعتمر وأحج أخلاقي السيئة لا تتغير فما رأي فضيلتكم في هذا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن لم يستشعر نعمة الله عليه يوشك الله أن يرفعها عنه، قال الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}، والحال الذي ذكره السائل عن نفسه حال عدم شكر فننصحه بسرعة التوبة، وعليه بالتأمل في العواقب الوخيمة التي ستجره إليها نفسه الأمارة بالسوء، فالعاقل ينظر إلى العواقب لا إلى ملذته الحاضرة، وما تبحث عنه مع امرأة أخرى هو من الكبائر المحرمة ومن استزلال الشيطان لك إلى ما ستندم عليه في الدنيا قبل الآخرة.
فعليك بدوام الالتجاء إلى الله وذكره ومجالسة أهل الصلاح والعلم فإن مجالستهم طاردة لوساوس الشيطان مثبتة على الدين مذكرة بالله، وتصرفاتك التي ذكرت مع زوجتك وولدك لا تجوز لمسلم، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}، وقال صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... وقال تعالى: فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.
وإن كان وضعك الذي تعيش كما تقول من حسد الناس لك على ما أنعمه الله عليك فقد يكون ما بك ناتج عن عين حاسد، فننصحك بالرقية الشرعية عند من يعرفها وملازمة الرقية على نفسك وأهلك وولدك، ونسأل الله أن يوفقك لأن يهديك لكل خير.
وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 35549، 34019، 19561.
والله أعلم.