الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أولا.. سمعت في برنامج ديني رجلا يدعو بأدعية مختلفة وكان من بينها (اللهم زود قلبنا من نورك حتى نرضى بك إلهاً)، ونحن المسلمين دائما نكرر دعاء (رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا) فما موقف كلمة (حتى نرضا بك ربا أو كي نرضا بك ربا) وهل تجوز أم لا.
ثانيا.. كلنا نعرف أن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة تجعل لقارئها نوراً من الجمعة إلى الجمعة الأخرى لما ليوم الجمعة من بركة (بما في معنى ذلك أن يوم الجمعة تحدد شرعا).. لكن في نفس ذلك البرنامج سمعت الشيخ المذيع.. يقول بما في معناه (إننا نبايعك يا الله على الطاعة وعلى من يوم السبت هذا إلى السبت القادم وسنجدد المبايعة في السبت القادم) فهل في ذلك شبهة، لأنه من المعروف أن يوم السبت جعله اليهود كاستراحة لهم حيث قالوا إن الله استراح في ذلك اليوم، ثالثا... بما في معناه أيضا (أنه يا الله نادنا يوم القيامة أثناء الحساب بمجموعة أصحاب الإيمان) (اسم البرنامج) أي عندما تنادي علينا لتحاسبنا ناد علينا بهذا الاسم)، فهل يجوز ذلك أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان هذا الداعي يقصد بقوله (اللهم زود قلوبنا من نورك حتى نرضى بك إلهاً) أن يعطيه الله من اليقين والنور ما يزداد به إيمانه بالله تعالى ورضاه بربوبيته بحيث يذوق طعم الإيمان بالله تعالى كما ينبغي فلا بأس بدعائه، لكن ينبغي للمسلم أن يقتصر على الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإذا أتى بغيرها فليتجنب ما لا يتضح معناه، لأن ذلك قد يشكل على السامعين ويحيرهم كما حصل هنا مع الأخت الفاضلة.

أما عن الملاحظة الثانية فالظاهر أنه لا مانع من أن يعاهد الشخص ربه ألا يعصيه من يوم كذا ليوم كذا سواء صادف ذلك اليوم يوم السبت أم لا، ولكن على فاعل ذلك أن يعتقد أن هذا ليس سنة واردة، وملازمة هذا واعتياده بهذا التحديد أي يجعل يوم السبت يوماً لهذا العهد بحيث يصير طريقة شرعية بدعة محدثة على المسلم اجتنابها، والمسلم مأمور بتقوى الله تعالى في كل يوم وفي كل زمان سواء عاهد الله على ذلك أم لا، وهذا لا يتناقض مع ما ورد في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لأن ذلك خاص بيوم الجمعة وبهذه السورة بعينها وهذا التخصيص يتلقى عن الشرع ولا علاقة له بما ذكر.

وعن الملاحظة الثالثة فإنه لا حرج في أن يدعو العبد ربه أن يناديه يوم القيامة مع أهل الإيمان مع أن فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم غنى عن هذا كله، فمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا مقرب لما بعدت ولا مباعد لما قربت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف، اللهم عائذاً بك من سوء ما أعطيتنا وشر ما منعت منا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين. ذكره البخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم في المستدرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني