السؤال
قمنا بتوسيع مسجد القرية ولكن كان ذلك على حساب ضريح لولي صالح كان في غرفة مستقلة عن المسجد و لكنه يوجد في المحيط العام للجامع، ولكنه بعد التوسعة سيدخل تماما في المسجد وله باب سيكون خارج المسجد، أردنا إزالة الضريح بالكامل لكن إمام الجمعة يصر على إعادة بنائه بعد التوسعة، بالإضافة أن وجوده في المسجد يسبب فتنة للمصلين خصوصا وأهل القرية عموما؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد وعن الصلاة عند القبور حيث قال صلى الله عليه وسلم: ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك. رواه مسلم.
ولا يجوز أن يكون القبر داخل المسجد فيوسع المسجد من الجهات الأخرى غير جهة القبر، فإذا لم يمكن ذلك واحتيج إلى الجهة التي فيها القبر، وكان القبر عافيا فلا حرج في إزالته وتوسعة المسجد في تلك الجهة.
ففي التاج والأكليل شرح مختصر خليل: وقال ابن رشد أما بناء المسجد على المقبرة العافية فلا كراهية فيه قاله ابن القاسم لأن القبر والمسجد حبيسان على المسلمين ودفن موتاهم، فإذا لم يمكن التدافن واحتيج أن تتخذ مسجدا فلا بأس بذلك لأن ما كان لله فلا بأس أن يستعان ببعض ذلك على ما النفع فيه أكثر والناس أحوج إليه.
وينبغي أن يفصل بين المسجد والقبر بجدار أو نحوه ولا يبنى على القبر شيء، ويجب أن يحذر الناس من الوقوع فيما لا يجوز من تعظيم صاحب القبر أو جعل أي نوع من أنواع العبادة له كالدعاء والاستغاثة ونحو ذلك أو الوقوع في الابتداع كالتبرك به.
والله أعلم.